هل يحل التحالف الرباعي مكان القوات الأمريكية في المنطقة؟
2025-03-1458 مشاهدة
تبذل تركيا جهوداً حثيثة منذ مطلع عام 2025 لتشكيل تحالُف رباعي يضمّ إلى جانبها العراق والأردن وسوريا، ويكون أبرز مهامه التنسيق لمنع ظهور تنظيم داعش مجدداً في المنطقة، حيث ازدادت المخاوف الدولية والإقليمية من ظهور التنظيم بعد المتغيرات التي حصلت في السلطة السورية، وتوقُّف روسيا بشكل كامل عن عملياتها في البادية السورية.
ويبدو أن أنقرة لديها هدف إضافي تسعى لتحقيقه من خلال التنسيق الرباعي بين الدول الإقليمية المذكورة، ويتمثل بإقناع الولايات المتحدة بقدرة هذه الدول على ملء الفراغ الأمريكي، وتقديم بديل عن تعاوُن واشنطن مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بذريعة المخاوف من عودة تنظيم داعش.
ومن المقرر أن تنعقد جلسات رباعية أمنية بين الدول المذكورة في إبريل 2025 لمناقشة استكمال تأسيس هذا التحالف، الذي لن يكون تطبيقه ممكناً على أرض الواقع في ظل العقبات المحتملة.
تُعتبر كل من العراق وسوريا هما الدولتين الأساسيتين في هذا التحالف، نظراً لأن تنظيم داعش انطلق سابقاً من العراق وتوسع إلى سوريا، ولا تزال أغلب خلاياه تنشط على الحدود السورية العراقية، لكن لا يبدو أن التفاهمات الأمنية بين البلدين تسير بالشكل المطلوب على الرغم من اللقاءات الأولية، حيث تمانع غالبية فصائل الحشد الشعبي المرتبطة بإيران تطوير العلاقات بين بغداد ودمشق في ظل السلطة الجديدة التي أتت بديلاً عن نظام الأسد.
بالمقابل، قد تساهم الضغوطات الأمريكية على الأطراف العراقية المدعومة من طهران بتحرير إرادة الحكومة العراقية، وبالتالي إزالة العقبات أمام انخراط بغداد في التحالف الرباعي، حيث تطالب إدارة ترامب مؤخراً بحل الفصائل العراقية التي تنشط خارج إطار الدولة وتحظى بدعم إيراني بهدف تقليص حضور طهران في الساحة العراقية.
من غير المستبعَد أن يتم ربط التحالف الرباعي بتنسيق مع القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة، لكن عندها قد تتجه واشنطن إلى إعادة تعريف دورها في المنطقة، بحيث تعتمد على الدول الإقليمية في مكافحة تنظيم داعش، وتركز أكثر على تقليص نفوذ إيران، وبالتالي على الأرجح ستقوم القوات الأمريكية بعملية إعادة انتشار في سوريا لتركز تموضعها على الحدود السورية العراقية، وتحتفظ بقواعد لها داخل العراق أيضاً.
