مقاربة إدارة بايدن للشرق الأوسط
2021-11-233008 مشاهدة
ما زالت آثار الرغبة بالانسحاب من الشرق الأوسط حاضرة في المخيلة السياسية الأمريكية منذ اتِّضاح فشل الحروب على "الإرهاب" في تحقيق الاستقرار، أو حماية مصالحها في المنطقة، بجانب فكرة التوجُّه نحو آسيا، فضلا عن وصول الولايات المتحدة لمرحلة الاكتفاء من النفط، وتصديره..
في الوقت ذاته، ورغم أن الأمن الإسرائيلي لا يزال أولوية أمريكية في المنطقة، لكنها قد تكون في أدنى درجات الأهمية تاريخياً، بسبب تراجُع التهديدات الإقليمية لإسرائيل بفضل اتفاقيات التطبيع، رغم أن شعورها بالأمن اهتزّ بعد ردة الفعل الشعبية الهائلة إقليمياً وعالمياً ضد الحرب الإسرائيلية في غزة في 2021، مع العلم أن تراجُع الاهتمام الأمريكي بإسرائيل أسهم بظهورُ رِدَّةِ فِعْل على المستوى الشعبي والسياسي مُنتقِدة بحِدَّة غير مسبوقة لما تمارسه ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، خاصة في صفوف الحزب الديمقراطي، لاسيما لدى اليسار الديمقراطي التقدُّمي.
ومع ذلك، يظل الشرق الأوسط سُوقاً رئيسياً للأسلحة الأمريكية، التي بدأت تنافسها فيها دول عدة من أهمها الصين وروسيا، ورغم توقُّف بعض صفقات الأسلحة بسبب توتُّر العلاقة بين واشنطن وبعض عواصم المنطقة، بسبب ملفات حقوق الإنسان وشراء أسلحة روسية وأسباب أخرى، لكن هناك أصواتاً أمريكية تنادي بضرورة إيجاد إطار مُستدَام لهذه العلاقات، يضع حدّاً أدنى لها يُحصنها من أثر التوتُّرات في بعض الملفات الخلافية.
تناقش هذه الورقة البحثية هذه التطورات مجتمعة، ودورها في التأثير على المقاربات الأمريكية تجاه سلوكها في المنطقة، لاسيما في ظل إدارة بايدن، ودور الفواعل الداخلية والخارجية على مستقبلها..