الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة مرحلة جديدة يسودها التوازن بين الحزبين
2022-11-171664 مشاهدة
شكّلت الانتخابات النصفية الأميركية، التي اعتُبرت استثنائية بسبب ظروف الاستقطاب الشديد التي رافقتها، أول امتحان شعبي حقيقي بعد الأحداث غير المسبوقة التي شهدتها الولايات المتحدة يوم الهجوم على مقرّ الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير 2021.
هذه الانتخابات، التي تمّ خلالها انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب الـــ435 وثلث أعضاء مجلس الشيوخ المائة، أحدثت مفاجأة في نتائجها، إذ لم تصدق التوقعات باجتياح الجمهوريين للمقاعد، وبشكل خاص معسكر الرئيس السابق دونالد ترامب، وتمكّن الجمهوريون بصعوبة من تأكيد أغلبيتهم في مجلس النواب بفارق ضئيل، بينما من المتوقع أن يحقق الديمقراطيون أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ.
واللافت في هذه الانتخابات، وعلى عكس المتوقع، أن العديد من الحالات أثبتت أن ترامب شكّل دفعاً سلبياً لمن قدّم إليه الدعم في العلن أو شارك في حملته. في المقابل، وعلى الضفة الديمقراطية، أتى الرئيس الأسبق باراك أوباما ليشكل دفعاً إيجابياً ساهم في تعزيز نتائج مرشحي حزبه، أولاً بسبب شعبيته بين شرائح عدة في المجتمع الأميركي، وثانياً لأنه عمل على وضع خريطة الطريق للمرشّحين الديمقراطيين، من خلال الدعوة إلى تحويل خطابهم من الشخصي إلى العام، ومن توجيه اللوم والاتهامات إلى ترامب وأنصاره إلى التركيز على إنجازات الرئيس جو بايدن وحزبه، فضلاً عن التركيز على الأمور المعيشية للشعب الأميركي.
وإذا كانت نتائج هذه الانتخابات تطرح الكثير من الأسئلة حول مزاج الناخب الأميركي والبوصلة التي سار من خلالها نحو الاقتراع، فإن تلك النتائج من شأنها أن تعيد التوازن إلى أروقة القرار في واشنطن، وعلى مستويَي السياسة الداخلية والخارجية في آنٍ. ومن المرجح أن يظهر هذا الأمر قريباً في دائرة السياسات الخارجية، فيما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، حيث ستكون اللجان في مجلس النواب تحت تأثير الأغلبية الجمهورية، وهو ما سينعكس في نمط التصويت على القرارات وعلى صرف الأموال، وبشكل خاص ما يرتبط بدعم كييف.
وفي طبيعة الحال، تحمل نتائج هذه الانتخابات النصفية مؤشرات حول المعركة الرئاسية المقبلة، إذ يبدو أنها ستمنح الديمقراطيين، الذين كانوا يتوقعون نتائج أضعف، معنويات لخوض تلك المعركة بقوة، إلا أن كل هذا لا يلغي أن المعركة الرئاسية قد تكون شرسة، خاصة إذا فاز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري.
لقراءة التقرير كاملاً، يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF ( اضغط هنا )