تداعيات حرب غزة على النفوذ الإسرائيلي في إفريقيا
2024-08-261886 مشاهدة
Download PDF
ملخص
اتبعت إسرائيل وسائل عديدة للدخول إلى قلب المجتمعات الإفريقية، منها الدبلوماسية والتجارية الاقتصادية والمساعدات العسكرية والإستراتيجية، إلا أن هذا التعاون ليس من المتوقع أن يصل إلى حد الشراكة الإستراتيجية والاقتصادية النوعية، خاصة في ضوء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ولا سيما عقب المواقف والتحرُّكات التي اتخذتها الدول الإفريقية، والتي تعبّر عن مسار العلاقات الإسرائيلية الإفريقية ومستقبلها، وموقع القضية الفلسطينية كأحد أبرز محدّدات تلك العلاقات.
إذ ساهم كثير من المحددات في إعادة صياغة الموقف الإفريقي من الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، بالرغم من عدم تبني القارة لأجندة خارجية مشتركة، على نحو يتسق مع القيم الإفريقية المرتبطة بمبادئ الوحدة والتضامن الإفريقي ورفض الاحتلال والعنصرية، والتي أعادت ترسيم المشهد التفاعلي لثقل القارة في إدارة مسارات القضية الفلسطينية.
مقدمة
اعتمدت إسرائيل لتحقيق أهدافها بالتمدد وتوسيع النفوذ في القارة الإفريقية على مجموعة من محددات التحرك، مستفيدة مِمَّا يمكن تسميته "النموذج الإسرائيلي"، تطبيقاً لمبدأ "القوة الناعمة Soft Power"، وذلك بالتزامن مع الاعتماد على عمليات "مجابهة التطويق"، فضلاً عن التواجد لـ"منافسة الخصوم" لا سيما تركيا وإيران. لذا جرى وضع أهدافها الإستراتيجية، وتتمثل في كسب تأييد هذه الدول في المحافل الدولية والتأثير على السلوك التصويتي لها، وتحجيم القدرات العربية وتحييدها في إطار الصراع "العربي – الإسرائيلي"، ودعم متطلبات الأمن المائي الإسرائيلي، فضلاً عن حرية الملاحة في البحر الأحمر لبناء قاعدة إستراتيجية لتحقيق الهيمنة الإقليمية.
وعلى الرغم من الجهود الإسرائيلية لكسب تأييد الدول الإفريقية، فإن مجزرة المستشفى المعمداني التي نفّذها سلاح الجو الإسرائيلي في قطاع غزة يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شكلت نقطة تحوُّل في المواقف الإفريقية لجهة تأييد أكبر للقضية الفلسطينية مقابل رفض الهجمات الإسرائيلية واستنكارها وإدانتها. بل قدمت دولة جنوب إفريقيا طلباً إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي – هولندا في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2023، لبدء إجراءات ضد إسرائيل لقيامها بـ "أعمال إبادة جماعية" ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
لذا، تحاول الورقة الإجابة على سؤال رئيسي مفاده ما تداعيات الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة على مستقبل العلاقات "الإسرائيلية - الإفريقية"، في ظل تبايُن مواقف دول القارة؟ وذلك وَفْق ما يلي:
أولاً دوافع موقف الدول الإفريقية تجاه الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة:
ظلت المواقف الإفريقية من القضية الفلسطينية منذ نشأة إسرائيل في عام 1948، تدور في فلك العلاقات "العربية – الإسرائيلية"، وقد تطورت عوامل التأييد الإفريقي للمواقف العربية ودعم الحقوق الفلسطينية بالاستناد إلى التشابه في مسارات التحرر الوطني من الاستعمار، إلى رفض احتلال الأراضي العربية والإفريقية، ولكن طرأ العديد من المستجدات التي أسهمت في تراجع التأييد الإفريقي للقضية الفلسطينية منها: تفكيك الاتحاد السوفياتي، واتفاقيات كامب ديفيد عام 1978، واتفاقيات أوسلو عام 1993، وسقوط نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا عام 1994، والتطبيع العربي الإسرائيلي [1] ، فضلاً عن تدشين إسرائيل لإستراتيجية إعادة تنشيط علاقاتها مع الدول الإفريقية، إبان زيارة ليبرمان الثانية لإفريقيا في حزيران/ يونيو 2014، التي جاءت على إثر تأسيس جماعة داخل الكنيست تحت مسمى "اللوبي الإفريقي African Lobby"، لاستمالتها ككتلة تصويتية في المحافل الدولية.
وهو ما تجلى في مشروع القرار الأمريكي "نشاطات حماس والجماعات المسلحة الأخرى في غزة" في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2018، حيث أيدته 8 دول إفريقية بجانب إسرائيل والولايات المتحدة، في حين امتنعت 12 دولة عن التصويت، وتغيبت 9 دول كان من بينها توجو، ورفضته 15 دولة إفريقية [2] . وتأييد إثيوبيا لإسرائيل في قضية الجدار العازل، كما كان للدول الإفريقية الفضل في إسقاط مقترح قرار في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية لتفتيش مراقبي الأمم المتحدة. وأنه بين عام 2015-2018 صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة (76) قراراً متعلقاً بإدانة إسرائيل صوّتت كينيا على سبيل المثال بالرفض على (73) قراراً، وأيدت قراراً واحداً، وامتنعت عن التصويت مرة وغابت في أخرى [3] .
وقد اتخذ هذا اللوبي شعار "إسرائيل تعود إلى إفريقيا فيما تعود إفريقيا إلى إسرائيل" كإستراتيجية للتحرك نحو القارة. إذ تمتلك إســرائيل علاقــات دبلوماســية مــع (46) دولــة إفريقيــة، وافتتحــت (13) سفارة جديــدة لها بالإضافــة إلــى (15) قنصليـة فـي تـل أبيـب، وفيمـا عـدا مالـي التـي تراجـعت علاقتهـا بتـل أبيـب، والنيجــر التــي تفــاوض علــى تأســيس علاقــات جديدة، وجيبوتــي وموريتانيــا والصومــال وجـزر القمـر وتونـس وليبيـا والجزائـر [4] .
ويمكن فهم زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأربع دول في منطقة حوض النيل، في تموز/ يوليو 2016، في هذا السياق؛ بحسبانها تتويجاً لسنوات طويلة من الاختراق الإسرائيلي لإفريقيا، وجاءت المحطة الثانية بدعوة توجو لإسرائيل للمشاركة في القمة "الإسرائيلية-الإفريقية"، ثم زيارة نتنياهو إلى كينيا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، وحضور اجتماع الإيكواس في ليبيريا عام 2017، وزيارة نتنياهو لأوغندا في شباط/ فبراير 2020. وتمت استعادة العلاقات الدبلوماسية مع تشاد من خلال زيارة رسمية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تشاد في 20 شباط/ فبراير 2019، بعد قطيعة من عام 1972، وذلك لكسر العزلة الدبلوماسية واختراق العمق الإفريقي [5] .
وتستخدم إسرائيل ملف مياه النيل لتحقيق أهدافها تجاه دول القرن الإفريقي والبحيرات العظمى، التي تضم بشكل أساسي رواندا وبوروندي والكونغو الديمقراطية، وقدمت دراسات تفصيلية إلى زائير ورواندا لبناء ثلاثة سدود، كجزء من برنامج شامل لإحكام السيطرة على مياه البحيرات العظمى، وقام خبراء إسرائيليون باختبارات للتربة في رواندا، حيث يتوجه الاهتمام الإسرائيلي بوجه خاص إلى نهر كاجيرا الذي يمثل حدود رواندا مع بوروندي في الشمال الشرقي [6] . أما في أوغندا فقد وقّعت اتفاقاً في عام 2000 لتنفيذ مشاريع ري في عشر مقاطعات متضررة من الجفاف، منها مقاطعة كاراموجا بالقرب من الحدود الأوغندية المشتركة مع السودان وكينيا [7] . ولعل الدور الإسرائيلي في دعم سد النهضة الإثيوبي يرتبط بسعي تل أبيب الدائم للوصول إلى منابع النيل [8] .
وتقع القــارة الإفريقيــة فــي المرتبــة الرابعــة فــي مبيعــات الأسلحة الإسـرائيلية، وتُعَدّ أحــد المورديــن الرئيسيين السـتة للأسـلحة الخفيفـة لإفريقيـا؛ مـا مكنهـا مـن إقامة علاقــات إستراتيجية مــع دول مثــل الكاميــرون وســاحل العــاج، وجمهوريــة الكونغــو الديمقراطيــة، وليســوتو، وســوازيلاند، وبوتســوانا، ونيجيريــا، وجنــوب الســودان، وإثيوبيــا، وكينيــا، وروانــدا. وفــي العــام 2019 بلغــت قيمــة الصــادرات الأمنيــة الإســرائيلية حوالــَيْ 7,5 مليــار دولار، منهــا 200-400 مليــون دولار للقارة الإفريقية [9] . وقد تبلورت الإجراءات الإسرائيلية بنشر قوة بحرية مناسبة قادرة على مواجهة التهديدات المفاجئة، تتضمن طبقاً للجنرال الإسرائيلي يعقوب عميدور قوارب صاروخية وطائرات مروحية وغواصات في مواقع مهمة في البحر الأحمر.
وبالرغم من نجاح إسرائيل في تأسيس علاقات دبلوماسية مع الدول الإفريقية، وإعلان ملاوي عام 2020 نقل سفارتها إلى القدس وتبعتها غينيا الاستوائية عام 2021، فإن قمة الاتحاد الإفريقي الـسادسة والثلاثين المنعقدة في 18 شباط/ فبراير 2023 قررت بالإجماع تعليق قرار منح إسرائيل صفة مراقب ، بل أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية طرد الوفد الإسرائيلي من مراسم افتتاح قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، مُلقية باللوم على جنوب إفريقيا والجزائر في هذا الخرق الدبلوماسي، وهو ما يعني رفضاً إفريقياً لأمر واقع تريد إسرائيل فرضه على القارة التي اشتهرت بمحاربة الاستعمار [10] .
ويبدو من مواقف بعض الدول الإفريقية من الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة أنها لا تتعلق فقط بدعم الحقوق الفلسطينية كجزء من حماية القِيَم الجماعية الإفريقية، ولكن أيضاً تهدف هذه المواقف لتطوير المكانة والأدوار الإقليمية لبعض الدول، وفى هذا الإطار تبرز مواقف دولة جنوب إفريقيا، والتي تعمل لتتحول إلى إحدى القوى الدولية عبر وجودها في مجموعة البريكس، أو أدوارها لحفظ السلام والأمن في القارة. فضلاً عن مناهضة التدخلات الغربية في القارة خاصة في ظل تصاعُد الرفض الشعبي للتواجد الأجنبي العسكري داخل عدد من الدول الإفريقية، لا سيما التواجد الفرنسي في دول الساحل الإفريقي، لذلك استمرت ردود الفعل الشعبية مناهضة للانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
ثانياً تحرُّكات الدول الإفريقية تجاه الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة:
لم تتفق دول الاتحاد الإفريقي في الاستجابة للحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وتجاهلت معظم الدول الإفريقية دعوة الاتحاد الإفريقي في قمته الـسادسة والثلاثين بأديس أبابا المنعقدة في 18 شباط/ فبراير 2023 إلى إنهاء جميع التبادلات التجارية والعلمية والثقافية المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل [11] . ويمكن قراءة المواقف الإفريقية عبر مستويين:
(أ) المستوى الرسمي: انقسمت دول الاتحاد الإفريقي إلى ثلاث مجموعات: الدول الداعمة لإسرائيل (كينيا وزامبيا وغانا ورواندا والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية)، حيث أصدر الرئيس الكيني بياناً أدان فيه هجمات المقاومة، وأكد تضامنه الكامل مع إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، وحثَّ المجتمع الدولي على محاسبة الفصائل التي وصفها بـ "الإرهابية"، ومؤخراً استفادت تل أبيب من عضوية نيروبي في مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي جعل لإسرائيل حليفاً قوياً في مواجهة المشروع النووي الإيراني، والكونغو الديمقراطية التي ترتبط بإسرائيل عبر مشاريع ضخمة في مجالات الأمن والزراعة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا، والتسليح. كما امتنعت غانا عن التصويت لصالح مشروعَي القرارين الروسي والبرازيلي لوقف إطلاق النار في غزة.
والدول الداعمة لفلسطين (جنوب إفريقيا والسنغال وموريتانيا وتنزانيا والجزائر وتونس) التي طالبت بوقف إطلاق النار، وفتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، والدول المحايدة (نيجيريا وإثيوبيا وتنزانيا وأوغندا) التي لم تُبدِ موقفاً صريحاً، وخاصة إثيوبيا صاحبة الارتباط الأقوى تاريخياً مع إسرائيل، كما امتنعت سابقاً عن نقل سفارتها في الأراضي المحتلة إلى القدس امتثالاً لقرار الاتحاد الإفريقي المتضامن تاريخياً مع القضية الفلسطينية، الذي حذر عام 2018 من أن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس سيزيد من حِدّة التوترات في المنطقة. فيما طالبت نيجيريا وأوغندا بالعودة إلى حل الدولتين حيث ترتبطان بعلاقات متميزة مع إسرائيل [12] .
إن تنوُّع المواقف داخل الكتلة الإفريقية هو نتاج عدم إلزام الدول الأعضاء بتبني سياسة خارجية مشتركة، وقد تختلف مواقفها بشكل كبير اعتماداً على مصالحها السياسية والجيوسياسية. وعلى الرغم من مرور 60 عاماً منذ تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية لأول مرة في عام 1963 لتعزيز المواقف الإفريقية المشتركة بشأن القضايا العالمية، فإن التكامل الإقليمي المشترك يتطلب المزيد من الجهود.
وبالرغم من تباين خريطة الدعم الإفريقي للقضية الفلسطينية، فإن هناك عدداً من المحددات التي أَعادت ترسيم المشهد التفاعلي لثقل القارة، إذ تمثل ثاني أكبر "كتلة تصويتية" بواقع 54 دولة في كافة المحافل الدولية، وهو ما انعكس على القرار العربي الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حول الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة، والذي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة تُفضي إلى وقف الأعمال العدائية، إذ أيّده 120 عضواً، من بينهم 36 دولة إفريقية، بعض هذه الدول مثل كينيا لديها علاقات اقتصادية وأمنية متميزة مع إسرائيل، وعارض القرارَ 14 دولة ليس من بينها أي دولة إفريقية، في حين امتنع عن التصويت 45 دولة، من بينها 6 دول إفريقية، ولم يتم تسجيل تصويت 15 دولة من بينها (بنين، بوركينا فاسو، بوروندي، ليبيريا، رواندا، ساموا، ساو تومي وبرينسيبي، سيشيل، توجو) من أصل 193 عضواً في الجمعية العامة [13] .
وفي 10 حزيران/ يونيو 2024 أصدر مجلس الأمن ولأول مرة منذ اندلاع عملية "طوفان الأقصى" قراراً بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بتأييد 14 عضواً من أعضاء المجلس الـ 15، منهم دولتان إفريقيتان، هما غانا وموزمبيق وامتناع روسيا عن التصويت [14] .
(ب) أما على المستوى الشعبي : فإن قطاعات واسعة من الشعوب الإفريقية لا تزال ترى في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته جزءاً من القيم الجماعية الإفريقية الرافضة لاحتلال الشعوب واستغلالها، إذ طالب المجتمع المدني الإفريقي الحكومات الإفريقية بإدانة الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة، وانطلقت احتجاجات أمام السفارات الأجنبية في كل من جنوب إفريقيا والمغرب وتونس والجزائر، وأدان خطباء المساجد قتل الأبرياء. وقد استدعت جنوب إفريقيا وتشاد سفيريهما من إسرائيل، في حين ناقشت تونس مشروع قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل، كما سمح البرلمان الجزائري للرئيس بدخول الحرب دعماً لفلسطين [15] .
وقد أعاد عدد من التحرُّكات على المستوى الإفريقي ترتيب أولويات دول القارة مرة أخرى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والتي تمثلت في:
(أ) التحركات المؤسساتية: تجلّت بمتابعة الاتحاد الإفريقي لمعاناة الشعب الفلسطيني في القمتين العاشرة والحادية عشرة في كانون الثاني/ يناير تشرين الثاني/ نوفمبر 2008، حيث أدان القادة الأفارقة الإجراءات الإسرائيلية للعقاب الجماعي في قطاعَيْ غزة والضفة الغربية، وأبدوا قلقهم إزاء الحصار الدائم وإغلاق المعابر والخطط الاستيطانية. وأكدت القمة العشرون في كانون الثاني/ يناير 2013 أنه "لا يمكن إحلال السلام إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية عاصمة لها، وفقاً لحدود 4 حزيران/ يونيو 1967". وتتويجاً لهذا الدعم منح الاتحاد الإفريقي فلسطين صفة "مراقب" إبان قمته الحادية والعشرين في أيار/ مايو 2013 في مواجهة التحرُّكات الإسرائيلية للحصول على الصفة ذاتها [16] .
لذا أصدر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بياناً موقعاً من كافة الدول الإفريقية، دعا من خلاله إلى تطبيق حل الدولتين وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو لعام 1967. بما يوحي أن سياسة المنظمة الإفريقية تميل إلى الانخراط في القضايا الإقليمية والدولية، ولا سيما أن هناك علاقات تربط بين دول المنظمة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية على حدّ سواء [17] .
فضلاً عن عودة التنسيق بين الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية؛ حيث أصدرت المنظّمتان بياناً مشتركاً في 15 تشرين الأول/ أكتوبر حذّرتا فيه من إبادة جماعية غير مسبوقة ضد سكان القطاع، وطالبا بوقف فوري للأعمال العسكرية. الأمر الذي من شأنه تعزيز العمل العربي الإفريقي مجدداً، ولا سيما في إطار كسب مزيد من التأييد الإفريقي للقضية الفلسطينية، وهو ما حاولت "إسرائيل" مقاومته منذ أن أسّست علاقاتها مع دول القارة [18] .
وفي 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة الألمانية برلين أكد رئيس الاتحاد الإفريقي غزالي عثماني "أن ما قامت به حركة حماس هو مدان... لكنّ رد الفعل لا عذر له". وأضاف "تخيّلوا الطفل الذي رأى أمه أو والده يُقتلان... هذا يولّد التطرف" [19] . وأكدت قمة الاتحاد الإفريقي الـسادسة والثلاثون أن "غزة تتعرض للإبادة بشكل كامل، ويُحرَم شعبها من كل حقوقه"، وأدانت الحرب الإسرائيلية التي اعتبرت أنه "لا مثيل لها في تاريخ الإنسانية"، ودعت إسرائيل إلى ضرورة الاستجابة للدعوات الدولية إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، والامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية لمنع الإبـادة الجماعية، وإجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الإنساني الدولي [20] .
(ب) التحرُّكات الفردية: أبرزها ما أسست له دولة جنوب إفريقيا على مستويين: المستوى الوطني، حيث أبدى رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 استعداد بلاده للوساطة في الصراع "الإسرائيلي - الفلسطيني"، بالنظر لخبرة بلاده في حل النزاعات. ولكن مع استمرار الضربات الإسرائيلية في قطاع غزة قام البرلمان بالتصويت على قرار إغلاق السفارة الإسرائيلية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل حتى وقف إطلاق النار، وفي المقابل قامت تل أبيب في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 باستدعاء سفيرها إلياف بيلوتسركوفسكي من جنوب إفريقيا للتشاور.
بينما على المستوى الإقليمي، قامت بريتوريا بدعوة 33 دولة إفريقية عضوة في المحكمة الجنائية الدولية لرفع دعوى ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية في يوم 29 كانون الأول/ ديسمبر 2023 - وفقاً لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية التي تبنتها الأمم المتحدة في 9 كانون الأول/ ديسمبر 1948 – بارتكاب إسرائيل أعمال إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والمطالبة بإصدار قرار فوري لوقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية، وإعلان إجراءات عاجلة وملموسة لحماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وتكمن أهمية خُطوة دولة جنوب إفريقيا في أنها تمهد لإمكانية تقديم مجموعة "البريكس" بعضوية 5 أعضاء (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) دعوات مماثلة ضد إسرائيل، تحديداً في ظل معارضة أغلبها للمواقف الغربية، وسعيها لبناء شراكة اقتصادية جديدة قائمة على فكرة العملة البديلة وإصلاح النظام الاقتصادي العالمي، وعليه ترأست دولة جنوب إفريقيا في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، قمة افتراضية استثنائية، لبحث الأوضاع في قطاع غزة والشرق الأوسط، التي أكدت في بيانها الختامي على المطالبة بهدنة إنسانية فورية ووقف العمليات القتالية بين الجانبين.
ثالثاً تداعيات الحرب في قطاع غزة على مستقبل العلاقات الإسرائيلية الإفريقية:
يبدو أن العلاقات الإسرائيلية الإفريقية قد انتقلت من الانفتاح السياسي والدور الإستراتيجي إلى المصالح الاقتصادية، حيث ركزت في علاقاتها بالدول الصاعدة مثل رواندا وإثيوبيا وساحل العاج، في حين تُولي أهمية خاصة للبلدان المطلة على النيل والبحر الأحمر، وهما منطقتان تنظر إليهما باعتبارهما جزءاً من مجالها الحيوي. إلا أنه في ضوء استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، يمكن القول إن تداعياتها قد تؤثر على مستقبل العلاقات الإسرائيلية ببعض دول القارة، وهو ما يمكن توضيحه فيما يلي:
(أ) تنامي التيارات القومية الداعية للتمسك بـ "قيم الجماعة الإفريقية" والمناهضة لاتجاهات التطبيع مع إسرائيل: خاصة في ضوء الصعوبات التي تكتنفها السيناريوهات المحتملة لنهاية الحرب في قطاع غزة، حيث سوف يعمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رفض أي قرار لإيقاف الحرب لا يتضمن نصاً واضحاً بتولي قوة دولية لتفكيك قدرات حماس العسكرية، ورفض حل الدولتين إذا ما تم السماح لحماس بالاندماج في السلطة الفلسطينية واشتراكها في عملية التفاوض ضمن الوفد الفلسطيني الذي سيفاوض على حل الدولتين [21] .
الأمر الذي سوف يؤدي إلى عرقلة جهود إسرائيل لتعميق وجودها في القارة الإفريقية، والتي كانت آخرها السودان في 23 تشرين الأول/ أكتوبر2020، والبدء في العلاقات الاقتصادية والتجارية رسمياً مع التركيز على مجالات التكنولوجيا الزراعية والطيران والهجرة وغيرها [22] . خاصة في ظل دعوة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي في قمة السلام التي عقدتها القاهرة في 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى تشكيل جبهة عالمية من أجل وقف العنف في قطاع غزة، والتأكيد على أن الاتحاد الإفريقي لا يزال ثابتاً في دعم حقوق الشعب الفلسطيني. وذلك من خلال عدم قبول الاتحاد الإفريقي بالسيناريوهات التي طرحتها إسرائيل لمستقبل قطاع غزة [23] .
(ب) إعادة تقييم الشراكة مع الولايات المتحدة وإسرائيل مقابل فتح آفاق سياسية واقتصادية مع القوى الدولية المنافسة في القارة: وفي مقدمتهم روسيا والصين وإيران. إذ تمكنت روسيا من أن تصبح أكبر مصدر للأسلحة لتمثل نحو 49% من إجمالي صادراتها إلى القارة، كما تمثل حصتها نحو 20% من حصة سوق السلاح الإفريقية، تليها الولايات المتحدة 37%، وفرنسا 8,2% والصين 5,2% عام 2021 [24] . وتتطلع الصين إلى بناء أول قاعدة عسكرية دائمة لها في غينيا الاستوائية، فضلاً عن توقيع اتفاقيات أمنية ودخول إريتريا في مبادرة الحزام والطريق في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 [25] . أما إيران فقد أعلنت عن "إستراتيجية الذراع الطويلة" في عام 2020، والتي تهدف إلى تعزيز نفوذها البحري في البحر الأحمر وبناء قدراتها العسكرية والبحرية للالتفاف على العقوبات الغربية [26] .
مع تصاعُد المخاوف من استهداف المصالح الغربية في القارة سواء من المحتجين الغاضبين أو من التنظيمات الإرهابية أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، عبر سفارتها في العاصمة النيجيرية أبوجا، نشرة تحذيرية للأمريكيين المتواجدين أو الراغبين في السفر إلى نيجيريا تحسُّباً لتعرُّضهم لاعتداءات [27] . خاصة في ظل ارتفاع مستوى التهديدات الأمنية في بيئة البحر الأحمر، والتي تبلورت في ثلاث ظواهر، هي: العسكرة، وتصاعد هجمات الحوثيين، والقرصنة البحرية؛ حيث شنت قوات الحوثيين في اليمن سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باتجاه إسرائيل، واستهدفت نحو 102 من السفن التجارية والعسكرية ذات صلات بـ 55 دولة و344 غارة جوية وبحرية وإطلاق نحو 403 صواريخ وطائرات مسيرة في 52 هجوماً بنهاية نيسان/ إبريل 2024، وبالتالي تراجعت تدفُّقات التجارة البحرية وتأثيرها على اقتصادات دول شرق إفريقيا [28] .
الأمر الذي يُسهم في تراجُع مجالات التبادل التجاري الإسرائيلي مع دول القارة الذي لم يتجاوز مليارَيْ دولار سنوياً، ففي عام 2018 قُدرت الصــادرات مـن كينيـا إلى إسـرائيل بحوالــَيْ 10,3 مليون دولار، بينما كانت نسبة الواردات إلى كينيا من إسرائيل تُقدَّر بحوالَيْ 62,2 مليون دولار. ويتوزع الاستثمار والتصدير الإسرائيلي في منطقة القرن الإفريقي على النحو التالي: كينيا 150 مليون دولار، نيجيريا 105 ملايين دولار، أوغندا 70 مليون دولار، إثيوبيا 33 مليون دولار، الكاميرون 60 مليون دولار [29] .
(ت) إثارة قضية مخطَّط التهجير القسري لسكان قطاع غزة إلى الدول الإفريقية: ففي 5 كانون الثاني/ يناير 2024، تداولت الصحف العبرية أنّ الموساد ووزارة الخارجية الإسرائيلية يجريان مباحثات سراً مع حكومات كل من تشاد ورواندا، والكونغو الديمقراطية بشأن قبولها لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة، ضمن خطة التهجير القسري لسكان القطاع، بعد عرض مساعدات اقتصادية وعسكرية عليها، فيما نفت الدول الثلاث في 6 كانون الثاني/ يناير الادّعاءات التي تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، ووصفتها بـ "المعلومات المضللة" [30] .
والجدير بالذكر أن حكومة رواندا كانت قد وافقت في عام 2022، على مبادرة حكومتَيْ بوريس جونسون ثم ريشي سوناك، بنقل المهاجرين غير الشرعيين في المملكة المتحدة إلى أراضيها، والتي تعرضت لانتقادات واسعة النطاق، ورفضها قضاة المحكمة العليا البريطانية الخمسة، ومن جهة أخرى كانت إسرائيل قد وضعت سراً، بين عامَيْ 2014 و 2017، خطة طرد المهاجرين الأفارقة من أراضيها، وتفاوضت مع حكومتَي رواندا وأوغندا لاستقبال طالبي اللجوء الذين قبلوا النقل "الطوعي"، وأظهرت التقارير أن آلاف الأفارقة حصلوا "على وعود بوثائق سفر وأموال وتأشيرات إذا وافقوا على مغادرة إسرائيل إلى دول ثالثة" [31] .
خاتمة
قد تُشكّل الحرب في قطاع غزة مساراً جديداً لمستقبل علاقات إسرائيل بالقارة الإفريقية، وتلقي بالمزيد من الرهانات على مساعي "التطبيع" وتعزيز تمدُّدها سياسياً واقتصادياً وأمنياً، إذ إنه بالرغم من تبايُن مواقف دول القارة تجاه الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، فإن الصوت الإفريقي كان الأبرز في دعم القضية الفلسطينية مؤخراً، خاصة لارتباطها تاريخيًاً بالنضال الإفريقي ضد الاستعمار الأوروبي والاحتلال، لا سيما في ظل الدور الذي لعبته جنوب إفريقيا وقيامها برفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)
الهوامش:
[1] حمدي عبد الرحمن، "المواقف الإفريقية من القضية الفلسطينية.. الدوافع والمسارات"، قراءات إفريقية، ع 14، مركز أبحاث جنوب الصحراء، أكتوبر – كانون الأول/ ديسمبر 2012، لندن، ص 95-96.
[2] سامي صبري، "فلسطين ومؤسسة الاتحاد الإفريقي"، مجلة شؤون فلسطينية، ع 282، مركز الأبحاث - منظمة التحرير الفلسطينية، شتاء 2020، القدس، ص 80-83.
[3] وديع أبو سنينة، "السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه كينيا (الدوافع ومجالات التعاون)"، مجلة شؤون فلسطينية، مرجع سابق، ص 55-56.
[4] Karolina Zieli ń ska , Israeli development aid to sub-Saharan Africa: Soft Power and Foreign Policy", Routledge, 2021, London, 99-103.
[5] نجلاء مرعي، "الإستراتيجية الإسرائيلية تجاه دول حوض النيل.. سد النهضة الإثيوبي نموذجاً"، مجلة شؤون فلسطينية، مرجع سابق، ص 15-16.
[6] حسين حمودة مصطفى، إسرائيل في إفريقيا، مكتبة الشروق الدولية، 2011، القاهرة، ص 99 – 101.
[7] عامر خليل أحمد خليل، السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا "السودان نموذجاً"، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2011، بيروت، ص 85-86.
[8] للمزيد في هذا الشأن: نجلاء مرعي، سد النهضة الإثيوبي: الصراع المائي بين مصر ودول حوض النيل، العربي للنشر والتوزيع، 2020، القاهرة، ص 187-192.
[9] هند المحلي سلطان، "تداعيات قبول إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي على القضية الفلسطينية"، مجلة شؤون فلسطينية، ع 283-284، ربيع وصيف 2021، ص 179-181.
[10] أسامة السعيد، "طرد الوفد الإسرائيلي من قمة الاتحاد الإفريقي في الاتحاد الإفريقي"، جريدة الشرق الأوسط، 18 شباط/ فبراير2023.
[11] 36th AU Summit urges Member States to double the spirit of Pan-Africanism, Solidarity and Brotherhood by accelerating the operationalization of the AfCFTA, Africa Union, 18 Feb 2023, link.
[12] Martin K.N Siele, “African countries walk diplomatic line in response to Hamas attack on Israel”, Semafor, 10 October2023, link.
[13] ” General Assembly Adopts Resolution Calling for Immediate, Sustained Humanitarian Truce Leading to Cessation of Hostilities between Israel, Hamas”, United Nation, 27 October 2023, link.
[14] "مجلس الأمن يعتمد قراراً بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس"، الأمم المتحدة، 10 حزيران/ يونيو 2024، الرابط.
[15] "في تأثير الحرب ضد غزة على علاقات إسرائيل مع دول إفريقيا غير العربيّة"، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، الرابط.
[16] سامي صبري، "فلسطين ومؤسسة الاتحاد الإفريقي"، مجلة شؤون فلسطينية، ع 282، مرجع سابق، ص 80-83.
[17] “African Union urges end to Israel-Gaza conflict, says Israeli denial of Palestinian state ‘main cause’ of tension”, The New Arab, 8 October 2023, link.
[18] "رئيس الاتحاد الإفريقي لا عذر للقصف الإسرائيلي في قطاع غزة"، جريدة الشرق الأوسط، 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
[19] ثابت العمور، "أثر معركة طوفان الأقصى على العلاقات الإسرائيلية - الإفريقية"، الميادين، 18 كانون الثاني/ يناير 2024، الرابط.
[20] "قمةُ الاتحاد الإفريقي السابعـةُ والثلاثون قراءة في التطلعات الإفريقية لعام 2024"، تريندز للبحوث والاستشارات، 23 شباط/ فبراير 2024، الرابط.
[21] سعيد عكاشة، "نهاية “حرب غزة” ومستقبل الصراع.. مؤشرات وسيناريوهات ورهانات"، المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 2 كانون الثاني/ يناير 2024، الرابط.
[22] حسن الحاج علي، " السودان ومساعي التطبيع مع إسرائيل"، مجلة شؤون فلسطينية، ع 281، خريف 2020، ص 54-58.
[23] كاترين فرج الله، "الموقف الإفريقي من الحرب على غزة في ظل ديناميكية التحرك الإسرائيلي تجاه القارة"، السياسة الدولية، 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، الرابط.
[24] SIPRI Yearbook 2021: Armaments, Disarmament and International Security, Oxford University Press, 2021, United Kingdom, p310-312.
[25] "Why foreign countries are scrambling to set up bases in Africa", The Conversation, Stockholm, Sep, 2020, Link .
[26] بنفشه كي نوش، سياسة إيران الثورة تجاه إفريقيا، تقرير خاص، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الرياض، حزيران/ يونيو 2021 ، ص 16-20.
[27] فاروق أبو ضيف، "مستقبل الوجود الإسرائيلي في القارة الإفريقية بعد حرب غزة"، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، 18 آذار/ مارس 2024، الرابط.
[28] نجلاء مرعي، "التغلغل الإيراني في القرن الإفريقي والبحر الأحمر ومآلاته على الأمن الإقليمي"، مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية، 4 حزيران/ يونيو 2024، الرابط.
[29] Karolina Zieli ń ska , op.cit, 99-103.
[30] "تسريبات: إسرائيل تقنع دولاً إفريقية باستقبال مهجرين من غزة"، سكاي نيوز، 5 كانون الثاني/ يناير 2024، الرابط.
[31] ماهر الشريف، "شبح التهجير ما زال يخيم على قطاع غزة"، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2 نيسان/ إبريل 2024، الرابط.