سيناريوهات الصراع على الطاقة شرقيّ المتوسط
2021-08-254948 مشاهدة
Download PDF
مع مطلع القرن الحالي أشارت تقارير صادرة عن الهيئة الأمريكية للمسح الجيولوجي بوجود كميات كبيرة من الغاز في البحر المتوسط، وهي منطقة تمر بها معظم إمدادات النفط والغاز نحو أوروبا، أي أن الأهمية المتعلقة بالإمداد أضيف لها أهمية أخرى تتعلق بمكامن للثروة الطبيعية.
المنطقة بالأصل تضمّ دولاً متصارِعة ونزاعات وعدم استقرار حتى داخل هذه الدول، فثورات الربيع العربي التي أضافت بُعداً جديداً لصراعات المنطقة والتوترات، سواء "العربية – الإسرائيلية" أو "الإيرانية – الخليجية" التي امتدت لبعض الدول على ساحل البحر المتوسط، إضافة إلى الخلافات بين تركيا وقبرص.
وهكذا فإن التدخل الدولي في منطقة الشرق الأوسط عموماً ومنطقة البحر المتوسط خصوصاً أُضيف له سبب آخر وبُعد جديد يتعلق بالطاقة. وبدا أن الموارد المكتشفة في البحر المتوسط لن تكون محض نعمة على دولها، إذ قد تحمل على الأرجح الكثير من النِّقَم قبل الاستفادة منها.
في هذه الأثناء كانت أهمية الغاز الطبيعي -الذي تشير الدراسات إلى توافُره بكميات كبيرة في المتوسط- تتنامى كمصدر نظيف ورخيص نسبياً للطاقة، وكان لوجود دول كبرى في الحجم والاستهلاك دور في تركيز هذا الصراع دفاعاً عن أمن الطاقة، فتركيا ومصر دولتان مستهلكتان للطاقة بشكل كبير، إذ إن 100 مليون مصري وما يزيد عن 80 مليون تركي ينيرون منازلهم ويشعلون مدافئهم كل يوم بمصادر طاقة مرتفعة الثمن تأتي من الأسواق العالمية وتستخدم كأداة للضغط عليهما من أجل التأثير في بعض السياسات أحياناً.
أما إسرائيل ككيان حديث نسبياً في المنطقة فقد رأت أن الاكتشافات الجديدة ستعزز من فرص تعاوُنها وأهميتها بالنسبة لدول المنطقة وبقية دول العالم، في ظل خلافات وصراعات دائرة في كل من سورية، ولبنان، وليبيا، وتونس، إلى جانب ضبابية في وضع مصر التي شهدت انقلاباً عسكرياً عام 2013.
هكذا بدا أن منطقة شرق المتوسط والدول المجاورة لها لن تكون مسرحاً لأحداث تمر عليها بشكل عادي، بل ستتعاظم هذه الأحداث لتبلغ مرحلة الصراعات وربما الحروب.
لتحميل النسخة الإلكترونية PDF للمادة كاملة اضغط هنا