مزاعم محاولة الانقلاب في غينيا بيساو: مزيد من مؤشرات الهشاشة في غرب إفريقيا
2023-12-11720 مشاهدة
غينيا بيساو دولة ساحلية صغيرة في غرب إفريقيا، تحُدّها السنغال من الشمال وغينيا من الجنوب والشرق، مع سواحلها الممتدة على المحيط الأطلسي من الغرب. كانت تُلقب سابقاً بغينيا البرتغالية أثناء الاحتلال البرتغالي، وبعد الاستقلال أُضيف اسم العاصمة بيساو لتمييزها عن غينيا كوناكري، ويُشكّل المسلمون الغالبية العظمى للسكان، وتعتمد اللغة البرتغالية كلغة رسمية، وقد استقلت بشكل رسمي عن البرتغال في عام 1974.
وتشهد غينيا بيساو، حالة من عدم الاستقرار السياسي المتصاعد. وقد قرر الرئيس عمر سيسكو إمبالو مؤخراً حلّ البرلمان بعد أيام من وصفه لاشتباكات حدثت في بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر بين أجنحة الجيش كمحاولة للانقلاب، حيث حاولت عناصر من "الحرس الوطني" تحرير وزير الاقتصاد والمال سليمان سيدي ووزير الدولة للخزانة العامة أنتونيو مونتيرو المحتجزيْنِ في مقر الشرطة القضائية بتهم الاختلاس والفساد، مما أدى إلى اشتباكات تسببت في وفاة شخصين، وتشير المعلومات إلى وجود خلفيات سياسية وراء هذه الأحداث.
وتُظهِر خُطوة حلّ البرلمان بواسطة الرئيس إمبالو، واتهامه للبرلمان بالتواطؤ فيما سماه المحاولة الانقلابية عُمْقَ التوتُّرات والصراعات السياسية، وتُظهِر محاولة "الحرس الوطني" تحرير الوزيريْنِ المتهميْنِ وجودَ اصطفاف بين قسم من الوزراء مع الجيش والبرلمان من جهة، وقسم آخر من الجيش والرئيس إمبالو من جهة أخرى، ويحاول الرئيس إمبالو دعم شرعيته بوصم تلك المحاولة بأنها انقلاب في محاولة لكسب الرأي العامّ المحلي والإقليمي، وتأكيداً على محاولته التموضع بهذا الشكل، يمكن رصد تصريح سابق للرئيس إمبالو عندما اعتبر انقلاب النيجر المجاورة، الذي حدث قبل أشهر تهديداً وجودياً لدول الاتحاد الإفريقي. وقد نجا الرئيس إمبالو، الذي تم انتخابه لولاية مدتها خمس سنوات في كانون الأول/ ديسمبر 2019، من محاولة الانقلاب الفاشلة في شباط/ فبراير 2022.
يشهد التاريخ الحديث لغينيا بيساو حدوث ما لا يقل عن 10 انقلابات أو محاولات انقلاب منذ الاستقلال عن البرتغال في عام 1974. ومن اللافت أنّ أيّاً من الرؤساء المنتخبين ديمقراطياً لم يستطيعوا إكمال فترة ولايتهم الكاملة في المنصب.
يمكن القول بالتالي: إن غينيا بيساو يمكن أن تعاني من عدوى الانقلابات والاضطرابات التي زادت مؤخراً في غرب إفريقيا، وهو ما يمكن أن يزيد من احتمالات صعود التنظيمات المتطرفة، كداعش والقاعدة في غرب إفريقيا.