التداعيات المحتمَلة لخسارة الجيش الوطني اليمني لآخِر معاقله جنوب اليمن وشرقه

التداعيات المحتمَلة لخسارة الجيش الوطني اليمني لآخِر معاقله جنوب اليمن وشرقه

2025-12-04
16 مشاهدة

تمكنت قوات تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتبنَّى إحياء دولة الجنوب من السيطرة في 3 ديسمبر 2025 على مدينة "سيئون" أبرز مدن محافظة حضرموت، وبهذا فقد خسر الجيش الوطني اليمني آخِر مواقعه في جنوب اليمن وشرقه بعد انسحاب القوات التابعة للمنطقة العسكرية الأولى من "سيئون"، وسيطرة المهاجمين على المطار الدولي ومجمع الوزارات وفرع البنك المركزي.

هذه التطوُّرات أَتَتْ بعد أشهر من الاضطرابات التي شهدتها المحافظة، وكان أبرز محطّاتها الاحتجاجات التي قادها حلف قبائل حضرموت ضدّ السلطات المحلية، والتي تطورت مع مطلع ديسمبر 2025 إلى سيطرة قوات الحماية التابعة للحلف على الشركة النفطية، ومنعت الدخول والخروج منها.

وبعد سيطرة الانتقالي الجنوبي على "سيئون"، من المتوقَّع أن يتمدَّد باتجاه هضبة المكلا الغنية بالنفط، والتي أصبحت مكشوفة أمام القوات الجنوبية، وبالتالي فإن الانتقالي الجنوبي سيعزز من ثِقَله وحضوره في المشهد اليمني بعد السيطرة على المنطقة الغنية بالنفط.

من المرجَّح أن تترك هذه التطوُّرات تداعِيَات متوسطة الأجل وطويلته على "الحكومة الشرعية" ومجلس القيادة الرئاسي الذي من المفترض أنه يُمثّل الشرعية، ومن هذه التداعيات ازدياد مطالبات الانتقالي الجنوبي بإعادة تشكيل مجلس القيادة وَفْق المعطيات الجديدة، وتحويله إلى ما يشبه المجلس التنسيقي الذي يضمّ ممثلين عن جنوب اليمن وشماله وشرقه، مع تعزيز الانتقالي الجنوبي لحالة الاستقلالية في المناطق التي سيطر عليها.

أيضاً من غير المستبعَد أن تُسرع هذه التطوُّرات من تفكُّك ما تبقى من تشكيلات الجيش الوطني اليمني، خاصة أن سقوط حضرموت سيجعل قوات الجيش في مأرب شِبه معزولة، مما يعني توسُّع نفوذ التشكيلات العسكرية المناطقية التي تعمل خارج إطار وزارة الدفاع، ولديها ارتباطات محلية وإقليمية مستقلة.

على العموم إن الطريقة التي سقطت بها مدينة "سيئون" في يد قوات الانتقالي الجنوبي، لجهة عدم حصول مواجهات حقيقية، وانسحاب القوات الرسمية منها دون مواجهات تُذكر، ستعني بالضرورة المزيد من ضعف الثقة المحلية والخارجية بمشروع الحكومة الشرعية والجيش الرسمي، وستفتح البابَ أمام الترتيب لحلّ الملفّ اليمني وَفْقاً لآليات جديدة متناسبة مع الواقع.

تجدر الإشارة إلى أن جماعة الحوثي ستكون من بين المستفيدين غير المباشرين بخسارة الحكومة اليمنية والجيش التابع لها لسيئون ومحافظة حضرموت؛ لأن هذه الخسارة ستُضعِف من موقف الحكومة، وتجعلها أقرب إلى الكيان الافتراضي الذي لا يُعبِّر عن تمثيل الجغرافيا اليمنية.