عودة "بوكو حرام".. هجوم تنظيم "نصرة الإسلام" في بوركينا، واستغلال "الشباب" لانسحاب الاتحاد الإفريقي
2024-07-10789 مشاهدة
تحاول "بوكو حرام" في نيجيريا إعادة تعبئة مقاتليها المستسلمين أو المنشقين ويشنّ تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" هجمات متزايدة على المدنيين في بوركينا فاسو، مما يُضعف دعم المجلس العسكري هناك. في الصومال تستغل حركة الشباب انتقال القواعد العسكرية من قوات الاتحاد الإفريقي إلى القوات الصومالية لمهاجمة القوات وملء الثغرات الأمنية.
نصّ الترجمة:
عودة "بوكو حرام"
من شِبه المؤكد قيام جماعة "بوكو حرام Boko Haram" في نيجيريا بتنفيذ أول هجوم انتحاري لها منذ عام 2020، مما يسلط الضوء على عودتها بشكل متزايد في شمال شرق نيجيريا، فقد استهدفت ثلاث انتحاريات على الأقل حفل زفاف وجنازة ومستشفى في هجمات منسقة في بلدة غوزا Gwoza بولاية بورنو Borno في 29 حزيران/ يونيو. أسفرت التفجيرات عن مقتل ما لا يقلّ عن 32 مدنياً، فيما لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها. ويشير استخدام الانتحاريات إلى أن الفصيل التابع لجماعة "بوكو حرام" المتمركز في جبال ماندرا Mandara، الممتد بين نيجيريا والكاميرون، هو المسؤول عن هذه الهجمات؛ فقد استخدمت "بوكو حرام" الانتحاريات بينما لم تستخدم الجماعات الأخرى، مثل الفرع الإقليمي لتنظيم داعش هذا التكتيك، ويُعتبر هذا الهجوم أول هجوم انتحاري لجماعة "بوكو حرام" منذ عام 2020.
عززت بوكو حرام سيطرتها الإقليمية ومواردها المالية وقوتها البشرية على مدار العام الماضي، وقام تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا ISWAP بشن هجوم ضد بوكو حرام في عام 2021 أدى في النهاية إلى مقتل زعيم الأخيرة، الذي يتزعم التنظيم منذ فترة طويلة، أبو بكر شيكاوAbubakar Shekau. لقد أدى مقتل شيكاو إلى تفكُّك التنظيم، المعروف رسمياً باسم جماعة أهل السُّنة للدعوة والجهاد Ahl al Sunnah li al Dawa wa al Jihad، مما دفع آلاف المسلحين إلى الاستسلام للقوات الحكومية أو الانشقاق والانضمام إلى ISWAP في الأشهر التي تلت الهجوم، ومع ذلك ظلت فصائل الموالين لشيكاو صامدة ومتماسكة في منطقتين نائيتين: فصيل حوض بحيرة تشاد Lake Chad Basin، وهو الأقوى، وفصيل جبال ماندرا، وهو الأضعف، ومن المرجَّح أن يكون فصيل جبال ماندرا مسؤولاً عن التفجير الانتحاري الأخير استناداً إلى القرب الجغرافي من مكان التفجير.
توحد فصيل حوض بحيرة تشاد تحت قيادة جديدة في أواخر عام 2022، وهو باكورا دورو Bakura Doro وشنّ هجوماً ضد تنظيم ISWAP في عام 2023 ، واستعاد العديد من الجزر التي تضم ترسانات التنظيم ومقر قيادته، وقد أعطى هذا المكسب الإقليمي لبوكو حرام السيطرة على المزارعين والصيادين والرعاة الذين كان تنظيم ISWAP يفرض عليهم الضرائب، مما أعطى "بوكو حرام" فرصاً لتعزيز مواردها المالية. كما أدت عودة "بوكو حرام" إلى انشقاق مئات من مسلحي تنظيم ISWAP الساخطين وانضمامهم إلى "بوكو حرام" بسبب قيودها الأخف نسبياً، وخاصة فيما يتعلق بنهب المدنيين، وتقدر الأمم المتحدة أن هذا الفصيل لديه حالياً 1000 مقاتل تقريباً.
فصيل جبال ماندرا أضعف من فصيل حوض بحيرة تشاد، حيث يخضع الأول وقيادته لفصيل حوض بحيرة تشاد التي يقودها باكورا ولكنه لا يزال يعمل بشكل مستقلّ إلى حدّ كبير بسبب بُعد المناطق التابعة للفصيلين عن بعضها، إن مقاتلي جبال ماندرا الذين يتراوح عددهم بين 500 إلى 1000 يهاجمون المدنيين وينهبونهم لإعالة أنفسهم ولا يخوضون معارك مع تنظيم ISWAP بنفس وتيرة فصيل حوض بحيرة تشاد، ومن غير الواضح ما هي درجة القيادة والسيطرة التي يتمتع بها باكورا على ماندرا، وما إذا كان قد أمر أو سهل التفجيرات الانتحارية.
ربما يحاول تنظيم "بوكو حرام" إعادة تعبئة مقاتليه المستسلمين أو المنشقين لإعادة دمجهم، بين 2021 و2023، استسلم آلاف من أعضاء التنظيم للسلطات في نيجيريا والكاميرون، كما غادر معظم المنشقين؛ لأن التنظيم أصبح أضعف بعد وفاة شيكاو، ومع استعادته لقوته قد يميل بعض المنشقين أو المستسلمين إلى العودة. ويقول بعض المنشقين إنهم كانوا أفضل حالاً تحت حكم "بوكو حرام" مقارنة بالمناطق التي تسيطر عليها الحكومة. ويقوم التنظيم بشن هجمات استعراضاً للقوة ولجذب المقاتلين السابقين الساخطين من ISWAP، وهو ما من شأنه أن يساعد كلاً من فصيلَيْ ماندرا وحوض بحيرة تشاد.
نشاط تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين JNIM" في بوركينا فاسو
تقوم جماعة JNIM بتنفيذ هجمات متزايدة الفتك على المدنيين في جميع أنحاء بوركينا فاسو، ومن المرجَّح أن تعزز مناطق دعمها، وقد كثّفت الجماعة -وهي فرع تنظيم القاعدة في منطقة الساحل- هجماتها في شمال غرب بوركينا فاسو، على حدود مالي، في حزيران/ يونيو، كما قامت JNIM بقتل 167 شخصاً على جانبَيْ حدود مالي ومقاطعة بوكلي دو موهون Boucle du Mouhoun في بوركينا فاسو في حزيران/ يونيو، وهذا ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد الأشخاص الذين قُتلوا في الشهر الأكثر دموية التالي حتى الآن في عام 2024، ويؤدي الهجوم في مقاطعة كوسي Kossi في بوركينا فاسو إلى هذا الارتفاع الهائل، نفذت الجماعة تسع هجمات في المقاطعة في حزيران/ يونيو وقتلت 146 شخصاً، مما يجعل شهر حزيران/ يونيو هو الشهر الأكثر دموية في عام 2024، وقد تمكنت الجماعة في مناطق دعمها بالقرب من هذه المنطقة من شن هجمات عَبْر الحدود بالقرب من عواصم مقاطعات مالية متعددة؛ وتقع جينيه Djenne وسان San وتومينيان Tominian على بُعد 75 ميلاً تقريباً من هذا الجزء من الحدود.
كما كثّفت هجماتها على الميليشيات المدنية على طول طريق N3 في شمال بوركينا فاسو. وشنت هجومين كبيرين استهدفا قواعد بها ميليشيات مدنية تسمى متطوعي الدفاع عن الوطن Volunteers for the Defense of the Homeland (VDP). والهجومان هما الأكثر دموية على طول هذا الجزء من الطريق في عام 2024. ومن شأن السيطرة الأكبر على طريق N3 أن تساعد JNIM في السيطرة على المنطقة المحيطة بـ "كايا Kaya"، عاصمة الإقليم الوسط شمالي Centre-Nord (بوركينا فاسو). ومن شأن هذا النفوذ أن يسمح للجماعة بالسيطرة على النشاط الاقتصادي الذي يمر عَبْر المدينة وشن هجمات ضد القوات العسكرية المتمركزة هناك، وكان زعيم المجلس العسكري إبراهيم تراوريIbrahim Traore قائداً لوحدة في كايا قبل شنّ انقلابه في عام 2022، مما أعطى المدينة أهمية إضافية للمجلس العسكري باعتبارها واحدة من قواعد الدعم الحاسمة له.
من المرجَّح أن تهدف JNIM إلى تأسيس دعم غير متنازَع عليه في هذه المناطق من خلال قمع مقاومة ميليشيا VDP التي زادت من نشاطها في مقاطعة كوسي منذ أوائل أيار/ مايو، حيث نفذت العديد من الكمائن على مقاتلي JNIM الذين كانوا يتحركون في أنحاء المنطقة. وكثفت JNIM معدل وشدة هجماتها ضد المدنيين بعد وقت قصير من الكمين الذي وقع في 8 حزيران/ يونيو، مما يشير إلى أن الهجمات اللاحقة كانت رداً على نشاط ميليشيا VDP. ومن المرجَّح أن تهدف الهجمات على طريق N3 إلى زيادة تدهور قدرة وإرادة قوات الأمن المتمركزة في المدينة على إجراء دوريات وعمليات خارج قواعدها. وتستضيف القواعد المستهدَفة قوات الأمن التي تقوم بدوريات في N3. وقد اشتبكت القوات البوركينية مع JNIM في عدد أكبر من الدوريات البرية في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو مقارنةً ببقية عام 2024.
لقد استهدفت JNIM المدنيين بشكل متزايد منذ أن تولى المجلس العسكري البوركيني الحالي السلطة وقرر عَسْكَرة المدنيين وتعبئتهم ضد الجماعة من خلال ميليشيا VDP. وقد أطلق تراوري حملة في تشرين الأول/ أكتوبر 2022 لتجنيد 50 ألف مدني لمعالجة النقص الكبير في القوى العاملة في الجيش البوركيني ووقف التمرد المتصاعد بوتيرة متسارعة، وقد ادّعت السلطات البوركينية أن أكثر من 90 ألف بوركيني قد تم تجنيدهم، وهو ما يمثل توسُّعاً هائلاً في الجهود السابقة التي بدأت في عام 2020 لتعبئة المدنيين تحت قيادة وحدات ميليشيا VDP ، وهي التي شاركت في 269 اشتباكاً هجومياً في أول 18 شهراً من حكم تراوري، مقارنةً بـ 78 فقط في الأشهر الـ 18 التي سبقت تشرين الأول/ أكتوبر 2022، ومكّنت ميليشيا VDP المجلس العسكري من مواجهة JNIM في القرى والمناطق التي لم يكن قادراً على مواجهتها سابقاً بسبب القدرة المحدودة للجيش البوركيني.
وقد هاجمت JNIM وحدات VDP في كثير من الأحيان، وقتلت المزيد من المدنيين العُزّل لمكافحة الدور المتزايد لتلك الوحدات وتثبيط تعبئتها، وهاجمت JNIM وحدات VDP المنفردة بنسبة أعلى 88% خلال الأشهر الـ 18 الأولى من حكم تراوري مقارنةً بالأشهر الـ 18 السابقة. ولا يشمل هذا الرقم الهجمات على وحدات VDP التي قاتلت إلى جانب القوات النظامية للجيش البوركيني، ولم تَزِدْ JNIM من معدل هجماتها ضد المدنيين في فترة تراوري، لكن الهجمات ضد المدنيين أصبحت أكثر فتكاً، وتساهم الهجمات الانتقامية ضد المجتمعات التابعة لميليشيا VDP -مثل الهجمات الأخيرة في مقاطعة كوسي- في هذه الزيادة الكبيرة.
قامت وحدات ميليشيا VDP بنشر العنف العشوائي ضد المدنيين مع نمو دورها، لقد قامت الحكومة ببناء وحدات VDP الأولية كميليشيات للدفاع عن النفس القائمة مسبقاً والتي تم تعبئتها منذ بداية التمرد السلفي الجهادي في بوركينا فاسو في عام 2015. وهذا يعني أن الحكومة جنّدت وحدات في المقام الأول من هذه المجتمعات المستقرة أو الأشخاص غير المتأثرين نسبياً بالتمرد. المجتمعات الفولانية Fulani، واحدة من أكثر المجموعات الموصومة بالعِرْقية، لديها عدد قليل جداً من أعضاء وحدات VDP على مستوى القرية. أدى هذا إلى نمط ثابت من عنف VDP بدوافع عِرْقية ضد قرى الفولاني التي استمرت قبل حكم تراوري. ومع ذلك زادت VDP من معدل وشدة عنفها ضد المدنيين في عهد تراوري مع توسُّع عملياتها، الأمر الذي استمر في التأثير بشكل غير متناسب على المدنيين الفولانيين، أدت هجمات VDP و JNIM على المدنيين إلى تأجيج هذه التوترات العِرْقية وترسيخ هذه المظالم بشكل أكبر في التمرد المستمر.
إن ارتفاع حصيلة هجمات JNIM تقوّض الدعم للمجلس العسكري البوركيني المحاصَر مسبقاً، فقد قتلت الجماعة أكثر من 100 جندي بوركيني في 11 حزيران/ يونيو في شمال شرق بوركينا فاسو في أعنف هجوم منذ بَدْء التمرد في البلاد في عام 2015. كما أفاد مركز CTP في نهاية أيار/ مايو أن JNIM زادت من شدة هجماتها في شرق بوركينا فاسو وعلى طول الحدود مع النيجر، وقد أدت هذه الهجمات إلى استياء متزايد بين الجنود وحادثة معزولة لإطلاق النار في القصر الرئاسي في واغادوغو Ouagadougou، وخاصة بعد هجوم 11 حزيران/ يونيو، واختفى تراوري عن الأنظار لمدة أسبوع بعد ذلك، بينما أرسل حلفاؤه الروس والساحليون تعزيزات. واصلت JNIM هجومها في شرق بوركينا فاسو وشنّت هجوماً على بلدة معزولة في المنطقة في 30 حزيران/ يونيو أسفر عن مقتل 75 جندياً ومواطناً على الأقل، مما زاد من استياء الجيش.
أعطى المجلس العسكري الأولوية لأمن النظام رداً على مخاوف الانقلاب، وهو ما من المرجَّح أن يقلل الضغط على مناطق دعم المتمردين ويمكّنهم من مواصلة شن هجمات كبيرة، وقد حشد المجلس العسكري جنود وحدات VDP والجنود البوركينيين للحماية من أي مؤامرة انقلابية وسط الاضطرابات في حزيران/ يونيو. وشمل ذلك إعادة نشر العديد من كتائب التدخل السريع النخبوية من قواعدها الإقليمية بالقرب من المناطق المتضررة من المتمردين إلى العاصمة ليلة 19 حزيران/ يونيو. تعمل هذه التحوُّلات على تقليل وتيرة وفعالية العمليات الدفاعية والهجومية في جميع أنحاء البلاد من خلال إشغال قوات الأمن. شنت JNIM وتنظيم داعش في الساحل 29 هجوماً أسفر عن مقتل 20 أو أكثر من قوات الأمن والمدنيين في الأشهر الستة الأولى من عام 2024، وهو ما يعادل إجمالي عام 2023 بأكمله، ومن شأن هذا الاتجاه الأوسع نطاقاً من انعدام الأمن والعنف المتزايد أن يقوض شرعية المجلس العسكري واستقراره، مما يخلق حلقة تغذية ذاتية تزيد من عدم الاستقرار الداخلي وتخلق مساحة أكبر للمتمردين.
حركة الشباب في الصومال تستغلّ انسحاب الاتحاد الإفريقي
يخلق الانتقال الجاري للقواعد العسكرية من قوات الاتحاد الإفريقي إلى القوات الصومالية فرصاً لحركة الشباب لاستغلال الثغرات الأمنية لمهاجمة القوات الصومالية وقوات الاتحاد الإفريقي، وقد نفذت حركة الشباب هجوماً انتحارياً بعبوة ناسفة بدائية الصنع على قاعدة للاتحاد الإفريقي في بلدوين Beledweyne، عاصمة منطقة هيران Hiraan بوسط الصومال، في 30 حزيران/ يونيو، وقال مسؤولون محليون: إن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 12 آخرين على الأقل، وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إنه تسبب في سقوط 29 ضحية، ووقع الهجوم في اليوم نفسه الذي قامت فيه القوات الجيبوتية في بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) بنقل القاعدة إلى سيطرة الجيش الوطني الصومالي (SNA).
ستُتاح الفرصة للحركة لشنّ هجمات مماثلة في مختلف أنحاء الصومال مع استمرار الاتحاد الإفريقي في تقليص قواعده ونقلها إلى قوات الجيش الوطني الصومالي، وتقوم قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي بسحب 4000 جندي ونقل العديد من القواعد إلى القوات الصومالية كجزء من المرحلة الثالثة من انسحابها، وقد سحبت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي بالفعل 5000 جندي، ونقلت ما لا يقلّ عن 13 قاعدة خلال المرحلتين الأولى والثانية من خطتها للانسحاب، كما نقلت قوات الاتحاد الإفريقي خمس قواعد إلى القوات الصومالية بين 15 حزيران/ يونيو و1 تموز/ يوليو.
حذرت الصومال وشركاؤها الدوليون من أن الانسحاب قد يخلق فجوات يمكن لحركة الشباب استغلالها. طلبت الحكومة الفيدرالية الصومالية (SFG) في أيار/ مايو من الاتحاد الإفريقي إبطاء وتعديل المرحلة الثالثة المقررة لانسحاب قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي بحيث تنتهي في نهاية أيلول/ سبتمبر بدلاً من نهاية حزيران/ يونيو كما كان مخطَّطاً في الأصل. كما حذر قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا الجنرال مايكل لانجلي Michael Langley في أواخر حزيران/ يونيو من أن الشباب سيسعى إلى استغلال أي فراغ أمني ناتج عن انتقال القواعد من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي إلى الجيش الوطني الصومالي، وكان الاتحاد الإفريقي وحكومة الصومال الفيدرالية قد نشرا بالفعل تقييماً مشتركاً في آذار/ مارس أوصى بتعديل خطة انسحاب قوات الاتحاد الإفريقي بالكامل من الصومال عندما تنتهي صلاحية بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال في نهاية عام 2024 "بناء على الجاهزية والقدرات الفعلية" للقوات الصومالية وأشارا إلى أن "الانسحاب المتسرع لأفراد ATMIS سيساهم في خلق فراغ أمني"، وقد دفع هذا حكومة الصومال الفيدرالية والاتحاد الإفريقي والشركاء الدوليين إلى مناقشة خُطَط لاستمرار مهمة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي بعد انتهاء صلاحية مهمة ATMIS ، والتي ستُبقي قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال، ومن غير الواضح كيف ستؤثر هذه الخُطَط على الانسحاب المُخطَّط له من ATMIS.
تتمتع حركة الشباب بالقدرة على شنّ المزيد من الهجمات باستخدام المركبات المفخَّخة، وأشار كالب وايسس Caleb Weiss، المحلِّل في مؤسسة Bridgeway، إلى أن حركة الشباب نفذت نصف عدد الهجمات بسيارات مفخخة في عام 2024 مقارنةً بما نفذته في هذه المرحلة من عام 2023. ومع ذلك فإن وَتِيرة الهجمات الحالية التي تنفذها الحركة تشبه إلى حدّ كبير متوسطها السنوي من عام 2016 إلى عام 2021. يشير هذا النمط إلى أن المعدل المرتفع مؤخراً كان مُرتبِطاً بالهجوم في وسط الصومال في عامَيْ 2022 و2023، والذي قدم للحركة المزيد من الأهداف والسبب لشنّ هجمات انتقامية ضد الحكومة الصومالية والقوات المتحالفة معها.
ويوضح الهجوم أيضاً التحدِّيات الأمنية المستمرة في وسط الصومال بعد المكاسب الكبيرة التي حققتها القوات الصومالية في عام 2022 ، كانت بلدوين هي نقطة الانطلاق الأولية وقلب هجوم الحكومة الصومالية في عام 2022 الذي انتشر في النهاية إلى بقية وسط الصومال وحرر مساحات كبيرة من البلاد. أعادت حركة الشباب التسلل إلى العديد من البلدات حول بلدوين طوال عام 2023، مما مكنها من تنفيذ هجوم آخر بسيارة مفخخة في بلدوين في أيلول/ سبتمبر 2023، وهو الأول منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2022. وقد دفع الهجوم قوات الحكومة الصومالية والميليشيات العشائرية المحلية إلى تطهير العديد من البلدات حول بلدوين، مما ساهم في عدم وجود نشاط لحركة الشباب حول بلدوين منذ آذار/ مارس 2024. ويوضح هجوم 1 تموز/ يوليو أن حركة الشباب لا تزال تحتفظ بقدرات كبيرة في المنطقة على الرغم من هذه الجهود، وتُضاف هذه العودة إلى المشاكل المتزايدة التي تواجهها الحكومة الصومالية في مناطق أخرى من وسط الصومال، حيث يزعم المسؤولون الأمريكيون أن حركة "الشباب" قد استعادت جميع المكاسب التي حققتها الحكومة الفيدرالية الصومالية في عام 2022 خلال عام 2024.
ترجمة: عبد الحميد فحام
المصدر: (Critical Threats)