التحديات أمام المفاوضات في لبنان والتأثيرات المحتملة لإدارة ترامب على مسار الحرب

التحديات أمام المفاوضات في لبنان والتأثيرات المحتملة لإدارة ترامب على مسار الحرب

2024-11-20
59 مشاهدة
Download PDF

تمهيد  

يستمرّ القصف الإسرائيلي العنيف على لبنان، وخاصة جنوب نهر الليطاني والضاحية الجنوبية في بيروت، مع استمرار عمليات الاقتحام البري على طول الحدود الجنوبية مع إسرائيل وسط اشتباكات قوات الاقتحام مع جيوب المقاومة التي تحاول أن تعوق العملية البرية الإسرائيلية وتؤخرها أملاً في إنهائها.  

يعيش لبنان أجواء الحرب ميدانياً، من قصف ومواجهات مسلحة، بينما تخوض الدبلوماسية اللبنانية الرسمية مع إسرائيل مفاوضات شاقة وصعبة بهدف الوصول لوقف إطلاق النار، بوساطة أمريكية فرنسية، تستند على تطوير الورقة "الأمريكية – الفرنسية" المشتركة [1] .  

رغم استمرار المفاوضات الصعبة، يعمل الجانب الإسرائيلي على فرض وقائع ميدانية تعزز الشروط السياسية التي يريد فرضها على لبنان، بدعم من الإدارة الأمريكية المنتخَبة حديثاً والتي يرأسها دونالد ترامب، ومعه أغلبية جمهورية في أروقة اتخاذ القرار جميعاً، ما يعني أن الوقت الممنوح لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يزال مفتوحاً للاستمرار بالقصف والاغتيال السياسي.  

أولاً: فرص لنجاح المفاوضات مستقبلاً  

بات واضحاً أنه مع كل تقدُّم في عملية التفاوض الدبلوماسي التي يقودها المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين Amos Hochstein  تذهب إسرائيل لتنفيذ عمليات اغتيال وتصفية تؤدي إلى ضرب مسارات التفاوض وتعطيلها، وتنطلق تل أبيب في ذلك من مجموعة دوافع وأسباب، جزء منها يرتبط بالواقع الميداني بشكل مباشر، والجزء الآخر يرتبط بالمستجدّات الإقليمية والدولية وانعكاساتها في المنطقة.  

ومع ذلك فإن هناك مجموعة من الدوافع والأسباب يُتوقع أن تضغط مستقبلاً على القرار الإسرائيلي للقبول بمخرج تفاوُضيّ، في مقابل دوافع وأسباب أخرى تشجع إسرائيل لتحقيق أهدافها دون الاكتراث بالمسارات التفاوضية.  

تجد إسرائيل نفسها غير مضطرة لإنجاح المفاوضات في الوقت الحالي، فهي بالموازين الميدانية تحقق أهدافها دون الكثير من العوائق، لكنها قد تضع ذلك في النهاية على طاولة مفاوضات تحقق لها فرصاً أكبر، وتنطلق في رؤيتها هذه من الأسباب التالية:  

•   توقُّعات الحكومة الإسرائيلية أنها ستكون مضطرة لوقف الحرب في لبنان وغزة، وأنها لا بد أن تستجيب للإدارة الأمريكية، وتقدم ذلك لها مع انتهاء ولاية بايدن وتسلُّم ترامب، في مقابل ما ستوفره الإدارة الأمريكية لتل أبيب من مكاسب أخرى، وعليه فيجب أن تعظم من فرصها أكثر، وتجيد البحث عن هذه المكاسب.  

   طمع إسرائيل بالاستفادة مما حققته من إنجازات باغتيال قيادة حزب الله العسكرية وأمينه العامّ حسن نصر الله، وانتقالها إلى تنفيذ اغتيالات ضدّ مسؤولين آخرين في مستويات أقل داخل بِنْية الحزب، بهدف ضرب ما يمكن ضربه قبل الوصول إلى الاتفاق الكبير.  

•  تعالي أصوات داخل إسرائيل تقول: إن الدخول في صفقة مع لبنان برعاية أمريكية وإقليمية سيؤدي لتحقيق مكتسبات وإعلان انتصار سياسي وعسكري، مع النظر إلى أن إطالة أَمَد الحرب واستمرار الفشل في التوغل البري وبقاء إطلاق الصواريخ والمسيَّرات وتنفيذ عمليات تُوقِع خسائر كبيرة في صفوفهم قد يُحوّل الإنجازات لهزائم.  

هذه النقاط يمكنها أن تدفع حكومة نتنياهو للقبول مستقبلاً بخيار وقف إطلاق النار، بعد تحسين شروط التفاوض، وانتظار المبادرات الخارجية الأكثر دعماً لفرص إسرائيل.  

ثانياً: تحديات أمام المسار التفاوُضيّ  

على مستويات أخرى في المنطقة، وفي ظلّ اللقاءات الدائرة بين الأطراف الإقليمية تحضيراً لمرحلة إدارة ترامب للبيت الأبيض، باتت القناعة لدى جهات متعددة أن رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو لا يريد إنهاء العمليات العسكرية في المستقبل القريب، لاعتبارات متعددة أهمها:  

•  أن الواقع والظرف الأمريكي الحالي عقب وصول ترامب لرئاسة الولايات المتحدة بات أكثر ملاءمة للاندفاع إلى الأمام، واستكمال عمليات المواجهة والاستهداف وتوسيع الاغتيالات، والسعي لمحاصرة لبنان بكل السُّبُل وعزله برياً وبحرياً وجوياً، لخلق مناخ من التنازُلات التامة سياسياً وميدانياً.  

 •  إدراك إسرائيل أن توقُّف الحرب الآن وَفْق المعطيات العسكرية الحالية سيمنحها انتصاراً محدوداً، ولن يلبث حزب الله ومِن خلفه الحرس الثوري الإيراني أن يعوض ذلك سريعاً خلال السنوات المقبلة عَبْر إعادة عمليات نقل السلاح والعتاد للحزب، بينما يريد نتنياهو انتصاراً مكتملاً عَبْر تغيير المعادلة اللبنانية الداخلية بشكل كلي، وذلك من خلال قطع الإمدادات الإيرانية إلى لبنان عَبْر سورية [2] .  

•  انسجام حكومة نتنياهو مع موقف الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه إيران ونفوذها في المنطقة، الأمر الذي ينعكس على الأحداث والتطوُّرات المتتالية، حيث توائم تل أبيب أهدافها العسكرية والميدانية والسياسية مع التصوُّرات الأولية للرئيس المنتخَب ترامب وكبار مستشاريه، حيث من المتوقع أن يعود ترامب لاعتماد سياسة "الضغط الأقصى" مع دخوله مجدَّداً مطلع عام 2025 للبيت الأبيض [3] .  

وعليه فإن تبادُل المقترَحات حول الورقة الأمريكية [4] المكونة من 13 بنداً لن يؤدي إلى تخفيف الواقع الميداني أو حتى تراجُعه، بل على العكس فهو سيؤدي إلى ارتفاع أكبر في التوتر، وهو ما ظهر بوضوح بعد إعلان فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية، وهو مرشح للمزيد من التصعيد خلال الأسابيع المقبلة وصولاً لموعد تسلُّم ترامب لصلاحياته الدستورية رسمياً في 20 كانون الثاني/ يناير 2025.  

ثالثاً: السيناريو المتوقَّع مع عودة ترامب  

ترسم الدوافع والأسباب السابقة مجموعة من السيناريوهات المتوقَّعة، والتي من أبرزها أن يأخذ المسار التفاوضي فرصته ويساهم مستقبلاً في إنجاح وقف إطلاق النار، أو أن يتعثر المسار التفاوضي المرة تِلْو الأخرى بالتعطيلات الإسرائيلية ورفض حكومة نتنياهو وتعنُّتها رغم التنازُلات اللبنانية، تماماً كما تفعل مع مبادرات الوساطة بينها وبين حماس في غزة.  

واقع الميدان والسياسة بين لبنان وإسرائيل اليوم تُحدّده زاويتان رئيسيتان:  

الأولى عَبْر تكثيف الغارات والاغتيالات والاستهداف المحدَّد عَبْر الجوّ، بحيث تصل إلى الذروة.  

الثانية على المستوى البري من خلال السعي لتحقيق تقدُّم على محورَيْ بنت جبيل والناقورة، وهما محوران رئيسيان بالنسبة لصمود حزب الله في جنوب لبنان.  

إضافة إلى ذلك، فإن السعي الإسرائيلي الأبرز هو لتوسيع عمق الشريط الآمِن، لرهانه على أن هذا الواقع الجديد سيسمح له بفرض شروطه على طاولة المفاوضات، ولأن المطروح هو دفع إيران إلى الخروج من لبنان ولاحقاً من سورية، لذا باشر فريق ترامب في توجيه الرسائل في هذا الإطار، وعلى أساس أن إدارته ستمارس سياسة الحدّ الأقصى من الضغوط الاقتصادية من اليوم الأول لها في السلطة.  

وبالتالي يمكننا استشراف سيناريو أن تمضي إسرائيل في عملياتها العسكرية حتى تحقيق معظم أهدافها، وعندها تكون جاهزة للتفاوض، وحجم مكاسبها أكبر، وتكون قادرة على فرض شروطها.  

ترتكز تل أبيب في هذا السيناريو على ما ستقوم به إدارة ترامب بعد تسلُّمها للسلطة بداية عام 2025، حيث ستمضي الإدارة الأمريكية الجديدة بالضغط على إيران للوصول إلى تسوية أكبر وأوسع، عنوانها حلّ معضلة البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات الاقتصادية، في مقابل التزام طهران بالتخلي عن مشروع الفصائل والميليشيات، وإيقاف دعمها للمجموعات المتحالفة معها في الشرق الأوسط وتحديداً حزب الله في سورية ولبنان، وسوف تعتمد إدارة ترامب في هذه المقارَبة على أن العملة الإيرانية خسرت مزيداً من قيمتها خلال الربع الأخير من عام 2024، ما سيضاعف من مستوى الأزمة الاقتصادية الداخلية.  

رابعاً: لبنان ومصالح الفاعلين الإقليميين والدوليين  

لا يمكن إغفال أدوار التنافُس المستمرة بين الدول الكبرى، وتحديداً الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا من جهة، وروسيا ومِن خلفها حلفاؤها من جهة أخرى، ولعل ملفّ لبنان كان -وما يزال- يحمل مجموعة من تناقُضات المصالح بين الفاعلين الدوليين، وينعكس على حلفائهم في الوسط الإقليمي.  

•     روسيا  

تنخرط روسيا في فرص إيجاد موطئ قدم لها في الملفات المشتعلة، وتستغل موسكو زيارات المسؤولين الإسرائيليين لها، وآخِرهم وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر [5] في ظل ارتياح روسيا لفوز ترامب، ما يعني أن الظروف قد تسمح بالذهاب إلى صفقة كبرى، تبدأ من ضبط الحدود اللبنانية السورية من حركة تهريب الأسلحة لحزب الله، وتصل لإقفال ملف الحرب في أوكرانيا، مروراً برفع العقوبات المفروضة على موسكو.  

على الرغم من أنَّ موسكو لم تندفع باتجاه إعطاء ديرمر أجوبة واضحة وحاسمة، لكنَّها بدأت في إجراء اختبار لتحرُّكاتها الإقليمية، ووجدت أن التعقيدات حول ضمان الحدود اللبنانية السورية متعددة، وهي تبدأ من مستوى تأثُّر علاقتها الإستراتيجية بإيران وتمر بالقوى المتحالفة معها على الساحة السورية، والتي لا يزال يعتمد عليها الجيش الروسي، وانتهاء بالتشابكات والتعقيدات الكثيرة التي تختزنها هذه الحدود.  

  •     الولايات المتحدة  

كان لافتاً حجم التعزيزات التي استقدمتها القوات الأمريكية من العراق إلى شمال سورية وشرقها، مع إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالمعدات العسكرية واللوجستية إلى المواقع العسكرية الأمريكية هناك، وأيضاً الطائرات التي حملت أنظمة للحماية الجوية وإمدادات عسكرية [6] ، وهذه التحركات الأمريكية تأتي في إطار الخُطوات التحضيرية لقطع خطوط الإمداد التي تُستخدم لنقل السلاح من إيران إلى العراق باتجاه سورية، وينتهي جزء منها عند حزب الله في لبنان.  

لا توجد حتى الآن مؤشرات جدية وحقيقية حول قرب دخول واشنطن وطهران في مواجهات مباشرة، أو في مواجهات واسعة عَبْر قوى محلية متحالفة معهما، كما أن هذه التعزيزات تناقض ما ردده ترامب أكثر من مرة بأنه يريد سحب القوات الأمريكية من سورية [7] ، وهذا ما يرفع الاحتمال بأن الهدف من هذه التعزيزات هو مهمة معينة لها علاقة بقطع طريق التواصل البري من إيران إلى لبنان.  

من المتوقع أن تركز القوات الأمريكية في المنطقة على مراقبة الطرق الواصلة بين دير الزور في شرق سورية وبين دمشق ومنها إلى بيروت، مستفيدة من تمركز قوات التحالف الدولي في قاعدة التنف على الحدود الأردنية العراقية السورية.  

بناءً على التوجه الأمريكي يمكن قراءة ارتفاع وتيرة الاستهداف الإسرائيلي الدائم والمتواصل لمنطقة القصير الحدودية مع لبنان، والتي تشكل الممر الحدودي الرئيسي للطريق البري الإيراني إلى لبنان، وتخطيط إسرائيل لتدمير كل المرافق والتحصينات العسكرية القائمة في تلك المنطقة.  

•     الأطراف العربية وتركيا  

شكَّلت حالة الضعف والتراجع التي أصابت حزبَ الله في لبنان ارتياحاً إقليمياً، وفي المحيط العربي على وجه الخصوص، بسبب الانطباع الذي تركه حزب الله مع انغماسه لسنوات في حروب أدت لزعزعة الأمن القومي العربي والإقليمي.  

الموقف العربي الإقليمي نفسه لكن من زاوية أخرى كان قد ذهب إلى التفاوض مع إيران بوساطة الصين ثم التطبيع السعودي معها وَفْق أولويات الأمن القومي الخليجي، وقد بدأ التطبيع بين طهران والرياض يأخذ طابعاً تنفيذياً لمقررات ما جرى الاتفاق عليه في بكين.  

استضافت الرياض في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 القمة العربية الإسلامية غير العادية، المخصصة لقضية الاعتداء الإسرائيلي على غزة ولبنان، وقد التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على هامش القمة، كما شارك في القمة رئيس النظام السوري بشار الأسد، والنائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف، فضلاً عما تضمنته كلمة ولي العهد السعودي من دعوة المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل باحترام سيادة إيران وعدم الاعتداء على أراضيها [8]  

بالانتقال إلى الاجتماع الذي استضافته أنقرة في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 وجمع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد حضر الصراع المستمر في المنطقة بكل تشعُّباته في النقاشات بين الجانبين، خاصة أن هذا الاجتماع يأتي مباشرة بعد الحديث الذي أُثير عن انسحاب الدوحة من ملف الوساطة بين حماس وحكومة نتنياهو، الأمر الذي نفته الخارجية القطرية، بينما تضمن النفي ذاته أن الدوحة أخطرت الأطراف أنها ستعلق جهودها ولن تستأنف المفاوضات إلا إذا لمست جدية من الأطراف المتفاوضة [9] .  

ناقش الجانبان التركي والقطري التطوُّرات في لبنان بشكل مستفيض، وتوافقَا على دعم الجهود المشتركة مع الأطراف العربية والإقليمية لوقف الحرب والذهاب لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بمشاركة كل الأطراف وعدم السماح بإقصاء طرف أو مكوِّن سياسي عَبْر التمسك باتفاق الطائف [10] .  

غالباً ما تتشارك قطر وتركيا في ملف الوساطة الذي تقوم به الدوحة في غزة، ومن المتوقع أن تبادر أنقرة والدوحة أيضاً إلى الوساطة بين الأطراف اللبنانية، وعلى مستوى وَقْف إطلاق النار في لبنان، خاصة مع توقُّع أن يزور مسؤولون أتراك وقطريون بيروت لهذا الهدف [11] ، ضِمن تنفيذ مخرَجات اجتماع أنقرة الأخير بين الجانبين، وهذا الموقف نابع من التخوُّف من اليوم التالي بعد الحرب، وليس فقط من تداعيات الحرب ذاتها.  

الخُلاصة  

يبدو أن الحرب في لبنان مستمرة مع استمرار إسرائيل في عرقلة المبادرات التفاوضية للتوصُّل لوقف إطلاق النار، فهي تعزز من مكاسبها السياسية، وتعمل ميدانياً لأوسع ما تستطيع من ضمانات حماية أمنها القومي، مستثمرةً ظروف انتقال السلطة في الولايات المتحدة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة.  

 من المستبعَد أن ينجح المسار التفاوُضيّ في نهاية عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، وليس من باب المصادفة أن يؤجل المبعوث الأمريكي هوكشتاين زيارته لبيروت بذريعة عدم وضوح بعض العبارات التي اعتمد عليها لبنان في ردّه، ويظهر بوضوح أن الحركة الدبلوماسية القائمة بين واشنطن وتل أبيب وبيروت وعواصم المنطقة تهدف فعلياً إلى استهلاك الوقت لإنضاج الحلّ المقترح، لكن بالتوازي مع استمرار الحرب والتطوُّرات الميدانية التي قد تمتد حتى مطلع العام المقبل.  

ليس بالضرورة أن تنتهي الحرب مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض وتسلُّمه رسمياً لمهامه الدستورية، حيث تطمع حكومة نتنياهو في أن توائم أهدافها في حماية أمنها القومي مع أهداف الإدارة الأمريكية الجديدة في الضغط الأقصى على إيران والوصول بذلك إلى صفقة كبرى تضمن عودة نفوذ طهران بشكل شِبه كامل إلى داخل الحدود الإيرانية، أو على الأقل التقليل من قدرتها على تهديد مصالح الولايات المتحدة وأمن حليفتها في المنطقة إسرائيل.  

في الوقت نفسه تعمل باقي الأطراف الدولية والإقليمية على الضبط ومنع خروج الأمور عن السيطرة، والبحث عن فرص الوساطات أو تعظيم المكتسبات التفاوُضية مع باقي أطراف المصلحة، أو على الأقل النَّأْي بالنفس عن التهديدات المتوقَّعة ومحاولة تخفيف الخسائر في المشهد الجديد الذي ترسمه هذه الحرب للمنطقة.  

 


 

[1] للاطلاع على تفاصيل الورقة الفرنسية الأمريكية انظر: منير الربيع،  تفاصيل الورقة "الأمريكية - الفرنسية" المشتركة: هدنة 3 أسابيع وخطة لتنفيذ الـ 1701 ، موقع المدن، 26/09/2024.      الرابط  

[2]    نتنياهو يشدد على قطع «أكسجين حزب الله» من إيران عَبْر سورية،  صحيفة الشرق الأوسط، 03/11/2024.      الرابط  

[3]    ترامب يسعى لإفلاس إيران باعتماد سياسة الضغط الأقصى،  الجزيرة نت، 17/11/2024.      الرابط  

[4] ثائر عباس،  الورقة الأمريكية.. 13 بنداً بينها الدفاع عن النفس،  صحيفة الشرق الأوسط، 16/11/2024.      الرابط  

[5] نظير مجلي،  ماذا حمل كبير أمناء سر نتنياهو إلى روسيا؟  صحيفة الشرق الأوسط ، 13/11/2024.      الرابط  

[6] محمد أمين،  ما وراء تعزيز التحالف الدولي قواعده في سورية ،    العربي الجديد ، 17/11/2024.      الرابط  

[7]    روبرت أف كندي جونيور: ترامب يعتزم سحب القوات الأمريكية من سورية ،    قناة الحرة ، 09/11/2024.      الرابط  

[8]    تقارُب البلدين يَظهر في القمة العربية الإسلامية.. ماذا قال بن سلمان عن إيران؟  روسيا اليوم ، 11/11/2024.      الرابط  

[9] قطر تنفي الانسحاب من ملف الوساطة بغزة وغلق مكتب حماس بالدوحة،  الجزيرة نت ، 09/11/2024.      الرابط  

[10] قطر وتركيا تدخلان ملف الأزمة اللبنانية،  جريدة الخبر ، 10/11/2024.      الرابط  

[11]    المرجع السابق.