الإمارات في إفريقيا: نفوذ متنامٍ وطموحات بعيدة المدى
2024-01-043724 مشاهدة
Download PDF
مقدِّمة:
لن يجد المُدقِّق في تاريخ العلاقات الخليجية الإفريقية عناءً، في اكتشاف الطموح اللامحدود، الذي تنبئ عنه ملامح السياسة الخارجية الإماراتية تجاه إفريقيا، وبخاصة بعد عام 2004، فمن هذا التاريخ أصبحت إفريقيا من أهم دوائر السياسة الخارجية الإماراتية، وتعاظمت مصالح الإمارات وأهدافها فيها، وتنوعت وسائلها وأدواتها، وبهذا استطاعت الإمارات تنمية علاقاتها الإفريقية على نطاق واسع، حيث أقامت علاقات دبلوماسية رسمية مع عدد كبير من الدول الإفريقية، وصلت مؤخراً إلى (37) من أصل (54) دولة، وقد عمّ نشاط الخارجية الإماراتية الأقاليم الإفريقية الخمسة دون استثناء، وهي بحسب ترتيب الأهمية تتموضع جغرافياً في شمال وشرق ثم غرب ثم جنوب ثم وسط القارة الإفريقية.
وفي إطار التنافس الدولي على إفريقيا، انتظمت أهداف الإمارات ومصالحها في إفريقيا، وتراوحت بين المصالح العادية والكبرى والحيوية، وتنوعت بين السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والأيديولوجية، وقد أتاحت الوفورات المالية الكبيرة التي يحققها الاقتصاد الإماراتي، تنويع وسائل تحقيق هذه الأهداف والمصالح وأدواتها، ومن ثَمّ توسيع النفوذ الإماراتي وتعزيزه في إفريقيا.
ففي إقليم شمال إفريقيا تصدرت المصالح والأهداف الأيديولوجية والأمنية أولويات السياسة الخارجية الإماراتية تجاه دول الإقليم، فقد انصبّ جُلّ اهتمام الخارجية الإماراتية على تأمين النظام الحاكم من خطر تمدُّد نشاط "الإسلام السياسي" في الداخل الإماراتي، عَبْر مناهضته في دول الربيع العربي الإفريقية، وفي المرتبة الثانية جاء الاهتمام بالمصالح والأهداف الاقتصادية، وبخاصة الاستثمار المباشر.
أما في إقليم شرق إفريقيا، فكانت الأولوية في محيط باب المندب نظراً للمصالح والأهداف الأمنية، والمتمثلة في تأمين مسار التجارة الإماراتية، وكلما توغلنا في باقي دول الإقليم بعيداً عن باب المندب، تقدمت أولوية المصالح الاقتصادية، وبخاصة في مجال الأمن الغذائي، وتراجعت المصالح الأمنية نسبياً.
وتثير السياسة الخارجية الإماراتية تجاه إفريقيا عدة تساؤلات، حول طبيعة المصالح والأهداف الإماراتية تجاه إفريقيا، وأهم وسائل تحقيق هذه المصالح والأهداف وأدواتها، وحول أهم القضايا التي عالجتها السياسة الخارجية الإماراتية في إفريقيا، وحول مستقبل النفوذ الإماراتي في القارة، وتجيب هذه الورقة عن هذه التساؤلات وَفْق ما يلي:
أولاً: مصالح السياسة الخارجية الإماراتية وأهدافها تجاه إفريقيا:
تنوَّعت المصالح التي تستهدفها الإمارات من وراء توسيع نشاطها وتعميقه في الفضاء الإفريقي بين المصالح السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والثقافية، ويمكن تصنيفها وَفْق ما يلي أدناه:
1- مصالح وأهداف سياسية:
تسعى الإمارات عَبْر تمتين علاقاتها الإفريقية، إلى تعزيز حضورها ومكانتها في النظام الدولي، ولا غَرْو، فالكتلة التصويتية الإفريقية في الأمم المتحدة وكافة المنظمات والهيئات التابعة لها، كفيلة بترجيح كفّة أصحاب المصالح التصويتية، وهو ما يُؤمِّن دعماً كبيراً للقضايا التي تتبنّاها الإمارات في المحافل الدولية، وبخاصة أن الإمارات تحاول ممارسة أدوار فاعلة إقليمياً ودولياً. ([1])
2- مصالح وأهداف أمنية دفاعية:
هناك مخاوف متنامية لدى النظام الحاكم في الإمارات -شأنه في ذلك شأن كل الأنظمة الحاكمة حول العالم- من التهديدات التي تحيق بالاستقرار السياسي الداخلي، ويتمثل أخطر هذه التهديدات في الحالة الإماراتية وَفْق وجهة نظر النظام الحاكم، في تنامي "الإسلام السياسي" على مستوى الفكر والحركة حول العالم، وبخاصة في الدائرة العربية، وهو ما يُخشَى معه انتقال العدوى إلى المجال العامّ الإماراتي. ([2])
وهناك مخاوف دائمة من التهديدات التي تحيق بالمصالح الاقتصادية الإماراتية، وبخاصة مسار التجارة الدولية الإماراتية، وتحديداً في مسار باب المندب قناة السويس، ومن أمثلة هذه التهديدات القرصنة البحرية التي نشطت سابقاً قُبالة سواحل الصومال، أو أي استهداف آخر قد يطال النقل البحري الإماراتي، من قِبل الدول أو التنظيمات دون الدول التي تطلّ على شواطئ هذا المسار. ([3])
وقد حَدَتْ كل هذه المخاوف الإماراتية المتزايدة بالخارجية الإماراتية، إلى تكثيف نشاطها في المناطق التي تؤمّن لها تجنُّب هذه المخاطر أو الحدّ منها، ومنها الشرق الإفريقي خاصة، والقارة الإفريقية عموماً.
3- مصالح وأهداف اقتصادية:
يتصدر المصالحَ الاقتصاديةَ التي تستهدفها الإمارات في إفريقيا هدفان: أولهما تعظيم الاستثمارات الإماراتية الخارجية، وبخاصة في ظل تعطُّش الدول الإفريقية للاستثمار الأجنبي المباشر في كل المجالات، وثانيهما تأمين التبادُل التجاري، وبخاصة في مجالي الأمن الغذائي والسلع الإستراتيجية مثل السلع النقدية والمعادن الثمينة، نظراً لأن الأسواق الإفريقية تُمثِّل مصدراً وفيراً ورخيصاً للمواد الأولية، سواء الزراعية أو الحيوانية أو التعدينية، ومن هنا عظَّمت الإمارات استثماراتها في هذه المجالات في غالبية الدول الإفريقية. ([4])
4- مصالح وأهداف أيديولوجية:
وهي ترتبط عضوياً بالمصالح الأمنية، حيث تسعى الإمارات إلى حماية وتعزيز منظومة القيم السائدة في الدولة، والتي تتبنّاها الدولة وتعتقد في صلاحيتها لأن تسود عالمياً، ويبدو أيضاً أن منظومة القيم التي يعتنقها النظام الحاكم، تتماهى مع منظومة القيم السائدة على المستوى المجتمعي داخل الدولة، وتحاول بناء قِيَم تتبناها الدولة بهدف تكوين قوة ناعمة داعمة للنفوذ، وتركز القيم على مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش، ونبذ التطرف والإرهاب، ومن هذا المنظور تفاعلت الدولة مع قضايا الإرهاب على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي، وقد كانت هذه المنظومة من القيم محدداً رئيسياً لنشاط الخارجية الإماراتية في إفريقيا. ([5])
ثانياً: وسائل السياسة الخارجية الإماراتية وأدواتها تجاه إفريقيا:
تمتلك الخارجية الإماراتية حزمة كبيرة من الوسائل والأدوات الفاعلة، التي مكنتها من تحقيق القدر الأكبر من طموحاتها في الفضاء الإفريقي.
1- الوسائل والأدوات السياسية والدبلوماسية:
اعتمدت الخارجية الإماراتية بصورة كبيرة، في تعزيز وتوسيع دائرة علاقاتها الإفريقية، على الوسائل والأدوات الدبلوماسية والسياسية.
فعلى المستوى الدبلوماسي تُقِيم الإمارات علاقات رسمية، مع (37) من أصل (54) دولة معترَفاً بها، بالإضافة إلى دولة "أرض الصومال" Somaliland غير المعترَف بها، وإقليمياً تقيم علاقات دبلوماسية مع كل دول إقليم شمال إفريقيا المعترَف بها دولياً،(*) ومع (11) دولة من أصل (14) دولة معترف بها في إقليم شرق إفريقيا، فضلاً عن دولة "أرض الصومال"، ومع (11) دولة من أصل (15) دولة في إقليم غرب إفريقيا، ومع (4) دول من أصل (10) دول في إقليم الجنوب الإفريقي، ومع (3) دول من أصل (9) دول في إقليم وسط إفريقيا. ([6])
وعلى المستوى السياسي شهدت العواصم الإفريقية نشاطاً مكثفاً من الزيارات الإماراتية الرسمية، واستضافت أبو ظبي في المقابل زيارات مماثلة من تلك العواصم، وقد شملت هذه الزيارات مسؤولين في كل المجالات، وعلى كل المستويات، بما في ذلك رأس الدولة، فقد كانت آخِر زيارات الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الإفريقية، زيارته إلى مصر في 5 آب/ أغسطس 2023، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في مدينة العلمين الجديدة، والتي أعقبتها زيارته إلى إثيوبيا في 18 آب/ أغسطس 2023، حيث التقى رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد" في أديس أبابا.([7])
2- الوسائل والأدوات العسكرية:
أصبح الدعم العسكري من بين أهم الوسائل والأدوات، التي اعتمدت عليها السياسة الخارجية الإماراتية في الآونة الأخيرة في مد جسور التعاون مع الدول الإفريقية الصومالية. وإقامة علاقات معها، ومن ذلك ما أشارت إليه بعض التقارير الموثوقة، من الدعم الاستخباراتي واللوجستي والعسكري الذي قدمته الإمارات لإثيوبيا، في حربها على الجبهة الصومالية. (تحرير تجراي)، بما في ذلك استخدام طائرات مسيرة انطلاقاً من القاعدة الإماراتية في عصب الإريترية، ومن ذلك أيضاً ما أعلنته الإمارات نفسها من تنفيذ غارات جوبالاند الصومالية، استهدفت مواقع جماعة "الشباب" الجهادية، التابعة لتنظيم "القاعدة"، والمتمركزة في الصومال، كما قدّمت الإمارات مركبات عسكرية، إلى قوات ولاية "جوبالاند" الصومالية. وإلى وزارة الأمن الداخلي والشرطة في الحكومة الفيدرالية الصومالية. ([8])
وقد اتَّسع نطاق التعاون العسكري الإماراتي-الإفريقي ليشمل مهامَّ تدريبية، وكانت الإمارات قد بدأت برنامجاً تدريبياً للقوات الحكومة الفيدرالية الصومالية عام 2014، ثم افتتحت مركزاً تدريبياً في مقديشو، ودرَّبت بالفعل آلاف الجنود الصوماليين وكانت تدفع رواتبهم، كما انخرطت الإمارات عسكرياً في إقليم غرب إفريقيا، حيث أسهمت عام 2016 في إنشاء أكاديمية عسكرية في موريتانيا، تحت اسم كلية محمد بن زايد للدفاع، للمشاركة في تدريب كبار الضباط في قوة مجموعة دول الساحل الخمس "G5"، كما قامت بتزويد مالي بـ (30) آلية مدرعة من طراز "تايفون"، و(15) آلية مدرعة خفيفة الوزن مصنوعة في الإمارات من طراز "كوغار"، فضلاً عن تدريب القوات التابعة لدولة مالي، في أكاديمية محمد بن زايد للدفاع.([9])
3- الوسائل والأدوات الاقتصادية:
كانت الوفورات المالية التي حققها الاقتصاد الإماراتي وراء الاعتماد بشكل كبير على الوسائل والأدوات الاقتصادية في تحقيق أهداف الخارجية الإماراتية في إفريقيا.
ففي مجال التجارة البَيْنيّة حققت الإمارات طفرة كبيرة، في وارداتها وصادراتها من وإلى الدول الإفريقية، مع التركيز على قطاعين رئيسيين هما: الواردات الغذائية بما يؤمّن لها تحقيق الأمن الغذائي، باعتبار أن إفريقيا تُمثِّل مصدراً هائلاً من المنتجات الزراعية والحيوانية، عالية الجودة رخيصة أو معتدلة الثمن.
ويُلاحَظ تزايُد التبادُل التجاري مع إفريقيا عموماً، فكانت صادرات الإمارات إلى إفريقيا من البضائع، في عام 2018 حوالَيْ (31,4) مليار دولار، وفي عام 2021 حوالَيْ (36,8) مليار دولار، وفي عام 2022 حوالَيْ (47) مليار دولار، بينما بلغت وارداتها من البضائع من إفريقيا، في عام 2018 حوالَيْ (19,4) مليار دولار، وفي عام 2021 حوالَيْ (41,7) مليار دولار، وفي عام 2022 حوالَيْ (50,4) مليار دولار. ([10])
وفي مجال الاستثمار المباشر، احتلت الإمارات المرتبة الرابعة عالمياً بين المستثمرين في إفريقيا[11]، وهى أكبر الدول الخليجية استثماراً في إفريقيا، وقد بلغت الاستثمارات الإماراتية في إفريقيا بين عامَيْ 2012 و2022 حوالَيْ 59,4 مليار دولار، وتُعَدّ مجموعة الفطيم الإماراتية من أكبر المستثمرين الإماراتيين في إفريقيا، والتي تمتلك مجموعة "سي إم سي القابضة" لبيع السيارات بالتجزئة في كينيا، وكذلك شركة اتصالات الإماراتية وهي شركة حكومية، تعمل في مجال الاتصالات في تسع بلدان إفريقية، وكذلك تُعَدّ شركة موانئ دبي العالميّة من أكبر الشركات البحرية في العالم، والتي دخلت في المنافسة الشرسة على الموانئ الإفريقية، وقد ركزت في البداية على القرن الإفريقي وشرق إفريقيا، ثم توجَّهت إلى غرب إفريقيا.([12])
أما عن الأدوات الاقتصادية غير المباشرة، فقد توسَّعت الإمارات في عقد الاتفاقيات، وإقامة المؤتمرات والمنتديات والمعارض الاقتصادية، بما يفتح ويعزز مجالَي التجارة والاستثمار، فعلى سبيل المثال نظم مركز الخليج للأبحاث الإماراتي، المنتدى الخليجي الإفريقي الذي عقد جولته الأولى في المنامة في كانون الأول/ ديسمبر 2008، والثانية في كيب تاون بجنوب إفريقيا في شباط/ فبراير 2009، وكذلك نظمت غرفة تجارة وصناعة دبي، فعاليات الدورة الرابعة من المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال، تحت عنوان "إفريقيا الغد: جيل جديد من رواد الأعمال"، وفي شباط/ فبراير 2018 نظمت شركة "جيليت ماف" الإماراتية للمعارض والمؤتمرات، بالاشتراك مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات بمدينة مراكش المغربية، المنتدى الأول لصناع القرار الخليجي الإفريقي، وشارك فيه صناع القرار ورجال الأعمال، من أكثر من (28) دولة من الخليج العربي وإفريقيا.([13])
4- الوسائل والأدوات الاجتماعية والثقافية:
لا تقلّ الوسائل والأدوات الاجتماعية والثقافية "القوة الناعمة" أهمية عن باقي وسائل وأدوات السياسة الخارجية، وهو ما وعته الخارجية الإماراتية، وقطعت في استخدامه تجاه إفريقيا شوطاً كبيراً، مستغلة في ذلك الحاجة الماسّة للمجتمعات الإفريقية لمثل هذه الخدمات، في ظل تدني الخدمات الحكومية في البلدان الإفريقية، وانتشار الفقر، والكوارث الطبيعية، والأزمات، والصراعات.
ويستحوذ البُعد الإنساني أو ما يُسمَّى بـ "الدبلوماسية الإنسانية"، على جانب كبير من نشاط الخارجية الإماراتية في إفريقيا، حيث تحظى الدول الإفريقية بحصة كبيرة من خدمات ومساعدات الهيئات والمؤسسات الخيرية الإماراتية، وبخاصة في مجال إغاثة منكوبي الكوارث الطبيعية، وبناء مخيمات اللاجئين، ومدّ هذه المخيمات بكافة المستلزمات، والعمل على تحسين أوضاع الفئات المهمَّشة والأكثر احتياجاً، في مجالات الغذاء والصحة والتعليم. ([14])
وفى مجال الخدمات الاجتماعية والثقافية، يتركز نشاط هيئة آل مكتوم الخيرية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وجمعية دار البر، في بناء المساجد والمدارس، وحفر الآبار، ورعاية وتسكين الفقراء، ورعاية الأيتام على نطاق واسع في إفريقيا، فعلى سبيل المثال، وصل عدد ما أنجزته المؤسسات الخيرية الإماراتية من مدارس، نحو 40 مدرسة موزَّعة في 20 دولة إفريقية، ولا يزال نشاط هذه الهيئات مستمراً في العديد من الدول الإفريقية. ([15])
ثالثاً: مواقف الإمارات من أهم قضايا شركائها الأفارقة:
تُعَدُّ مواقف الإمارات من أهم قضايا شركائها الأفارقة، اختباراً حقيقياً لمدى نجاعة وسائلها وأدواتها في تحقيق مصالحها وأهدافها المرجوّة من وراء نشاطها المكثف في الفضاء الإفريقي، كما تُعَدُّ نتائج هذا الاختبار مؤشراً قوياً له دلالته المهمة في استشراف مستقبل النفوذ الإماراتي في إفريقيا، وفيما يلي رصد لبعض القضايا بالغة الأهمية، وتحليل للمواقف الإماراتية منها.
1- قضية تأمين مسار التجارة عَبْر باب المندب وقناة السويس:
تحظى قضية تأمين مسار النقل البحري، المارّ عَبْر باب المندب وقناة السويس، باهتمام عالمي وإقليمي بالغ، وتشارك الإمارات القوى المعنية المخاوف الأمنية ذاتها بشأن هذه القضية، ومن هنا احتدم التنافس بين هذه القوى بما فيها الإمارات، على بناء قواعد عسكرية في محيط باب المندب، فعلى البر الشرقي لهذا الممرّ البحري الإستراتيجي تمكنت الإمارات من بسط نفوذها، عَبْر تواجُدها في موانئ اليمن: المكلا، وعدن، والمخا، والحديدة. ([16])
وفي ذات الوقت حاولت تعزيز هذا النفوذ، عَبْر التواجُد على البر الشرقي الإفريقي لهذا الممر، فتوسعت نحو جيبوتي ووطدت علاقاتها معها، لكن مساعيها أخفقت بسبب تصاعُد بعض الخلافات بينها وبين النظام الجيبوتي، فغيرت الإمارات وجهتها نحو أرض الصومال وإريتريا، وكثفت نشاطها معهما، لكنها اصطدمت بوجود بعض المهددات، التي تعود إلى طبيعة البلدين، فالأولى لا تحظى بأي اعتراف دولي أو إفريقي، والثانية لها سجلّ حافل من الانتهاكات الحقوقية جعلها منبوذة غربياً، كما أنها غارقة في الخلافات مع جارتها إثيوبيا. ([17])
وفي ظل هذه العقبات، كان على الإمارات إنهاء الخلافات الإثيوبية الإريترية من جهة، وإحداث انفراجة في العلاقات الإريترية الأمريكية من جهة أخرى، وذلك لضمان تأمين وجودها واستثماراتها في الموانئ الصومالية والإريترية، وبالفعل استطاعت التقريب بين أسمرة وواشنطن بدرجة كبيرة، ونجحت في عقد مصالحة بين أسمرة وأديس أبابا([18])، وعلى الجانب الآخر، نجحت الإمارات في مدّ جسور التعاون مع "هرجيسيا" (عاصمة أرض الصومال) واستعادة العلاقات التعاونية مع مقديشو في آنٍ واحدٍ، وبخاصة بعد أن تولى نظام حسن شيخ محمود الحكم في الصومال، وعودة الولايات المتحدة للتواجد العسكري في الصومال، على خلفية الحرب على الإرهاب،([19]) وبهذا رسخت الإمارات وجودها في ميناءَيْ عصب في إريتريا، وبربرة في أرض الصومال، وأمّنت لنفسها في ذات الوقت، حليفاً وظهيراً إستراتيجياً لهذا التواجد وهو إثيوبيا.([20])
وبعد المصالحة السعودية الإيرانية، سارعت الإمارات إلى تعزيز علاقاتها الإفريقية، وبخاصة مع الدول المحورية مثل مصر، الدولة الأكثر تأثيراً على تفاعُلات إقليم شمال إفريقيا، وإثيوبيا الدولة الأكثر تأثيراً في القرن الإفريقي، ومن هنا يمكن فهم الزيارات المتكررة للرئيس الإماراتي لمصر، وزيارته على رأس وفد رفيع المستوى إلى إثيوبيا. ([21])
وفي ضوء المواقف الإماراتية تجاه قضية تأمين مسار النقل البحري عَبْر باب المندب وقناة السويس، يمكن القول بأن هذه المواقف أسهمت بدرجة كبيرة في تحقيق الإمارات أهدافها وحماية مصالحها في هذا الممر البحري الإستراتيجي، وتُبيّن الخريطة التالية نقاط ارتكاز النفوذ الإماراتي، عسكرياً واقتصادياً شرقي وغربي باب المندب.
خريطة توضيحية لأماكن ارتكاز النفوذ الإماراتي عسكرياً واقتصادياً شرقي وغربي باب المندب
مصدر الخريطة: موقع دوتش فيلي بالعربية[22].
2- قضيتَا الأزمة الاقتصادية، وأزمة سدّ النهضة في مصر وإثيوبيا:
يكشف التحليل السابق عن أن مصر وإثيوبيا، باتَتَا أهم شريكين للإمارات في إفريقيا، فهما أكبر شريكين اقتصاديين للإمارات في القارة، وأكثر دولتين مؤثرتين على المصالح الإماراتية إقليمياً، غير أن علاقة الإمارات بهذين البلدين تمسّ قضيتين مهمتين: أولاهما الأزمة الاقتصادية، وثانيتهما أزمة سدّ النهضة.
فعلى الصعيد الاقتصادي، تكرس الدولتان مساعيهما نحو تحقيق طموحاتهما التنموية، لكن هذه الطموحات تصطدم بأزماتهما الاقتصادية، التي استفحلت في ظل أزماتهما الداخلية، والأزمات العالمية مثل جائحة كورونا والحرب الروسية-الأوكرانية، وقد تعاطت الإمارات مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في الدولتين، عَبْر زيادة حجم التبادُل التجاري معهما، وزيادة تدفُّقات الاستثمار المباشر في أسواقهما.
ففي مجال التبادل التجاري، بلغت واردات الإمارات عام 2022، من مصر حوالَيْ (2,7) مليار دولار، ومن إثيوبيا حوالي (1,5) مليار دولار، فيما بلغت صادراتها في نفس العام، إلى مصر حوالَيْ (4,4) مليار دولار، وإلى إثيوبيا حوالَيْ (1,2) مليار دولار. ([23])
وفي مجال الاستثمار المباشر، سجلت قيمة الاستثمارات الإماراتية في مصر، نحو 5,7 مليار دولار خلال العام المالي 2021/2022، مقابل 1,4 مليار دولار خلال عام 2020/2021، بنسبة ارتفاع قدرها أكثر من ثلاثة أضعاف، وبلغت الاستثمارات الإماراتية في إثيوبيا، حوالي 2,9 مليار دولار عام 2022، موزَّعة على 4 قطاعات رئيسية هي الصناعات الدوائية، والألومنيوم، والأغذية والمشروبات، والكيماويات، وامتدت لتدخل قطاعات واعدة مثل العقارات، والمستودعات والتخزين، والخدمات اللوجستية. ([24])
وعلى صعيد آخر، يكتنف الغموض والتضارب مواقف الإمارات من أزمة سدّ النهضة القائمة بين مصر وإثيوبيا، حيث تتحدث تقارير عدة عن دور إماراتي فاعل في تمويل بناء سدّ النهضة منذ البدء في تنفيذه، وإنْ لم تؤكد تلك التقارير مشاركة الإمارات في تمويل السد تمويلاً مباشراً، فقد أكدت إسهامها بدرجة كبيرة في تمويل السد بطريقة غير مباشرة، عَبْر طريقين: أولهما المساعدات والمنح الاقتصادية، وثانيهما الاستثمارات الإماراتية الكبيرة في مجال الزراعة، والتي تحفز وتساعد إثيوبيا على المضيّ قُدُماً في استكمال مشروع السد. ([25])
ومن جهة أخرى، عندما تقدمت مصر باحتجاج رسمي إلى مجلس الأمن الدولي، حول إقدام إثيوبيا على الملء الثالث للسدّ دون تشاور مع دولتَيْ المصبّ، تبنَّت الإمارات موقفاً مؤيداً لوجهة نظر إثيوبيا بالدعوة إلى العودة للتفاوض تحت مظلة الاتحاد الإفريقي، وفي تطوُّر لاحق اقترحت الإمارات أن تبيع إثيوبيا المياه المقتطعة من الحصة التاريخية المصرية إلى مصر بثمن قليل لفترة مؤقتة، وتقوم الإمارات خلالها بتسديد ثمن المياه نيابة عن مصر، على أن تسدد مصر ثمن تلك المياه بعد انتهاء هذه الفترة وَفْق أسعار جديدة يجري التفاوُض عليها آنذاك، وهو ما أثار استياء مصر، باعتباره تنازُلاً صريحاً بلا رجعة عن حقوق مصر التاريخية في مياه النيل.([26])
وفي ضوء المواقف الإماراتية سالفة البيان، يمكن القول بأنها وإنْ كانت ناجعة في تحقيق المصالح والأهداف الاقتصادية إلا أنها لم تحقق المطلوب في الحفاظ على العلاقات التعاونية الإماراتية المصرية.
3- قضية الربيع العربي وبروز التيار السياسي الإسلامي:
يَجمع الإمارات ببعض الدول الإفريقية وشائج قوية أهمها الدين واللغة، بعضها في إقليم شرق إفريقيا مثل السودان والصومال وجيبوتي وجزر القمر، وبعضها في إقليم شمال إفريقيا مثل مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، ومع تصاعُد موجات الربيع العربي التي اجتاحت بعض الدول العربية، ونجاح التيار السياسي الإسلامي، أو ما يُطلَق عليه "الإسلام السياسي"، وتحديداً جماعة "الإخوان المسلمين" في تصدر المشهد السياسي في هذه الدول، انتابت بعضَ الأنظمة العربية -وفي مقدمتها الإمارات- مخاوف جادّة من انتقال العدوى "نظرية الدومينو" إليها، ومِن هنا تبنَّت الإمارات إستراتيجية شاملة قوامها إحباط ثورات الربيع العربي، ومناهضة "الإسلام السياسي".([27])
وقد قادت الإمارات في هذا الصدد حملة شعواء، استهدفت إجهاض الثورات وإزاحة "الإسلام السياسي“ من المشهد في كل دول الربيع العربي، وكانت البداية مع الدعم المالي والسياسي والإعلامي الذي قدمته بسخاء منذ بداية عام 2013 لوزير الدفاع اللواء عبد الفتاح السيسي في انقلابه على نظام جماعة الإخوان المسلمين الحاكم في مصر بُعَيد ثورة 25 يناير، ثم دعمت بالتعاون مع مصر اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، دعماً عسكرياً لوجستياً وعملياتياً، للقضاء على التيارات الإسلامية المتنامية في غرب ليبيا، والمتمركزة في العاصمة طرابلس.([28])
كما دعمت الإمارات كل أذرع الدولة العميقة في تونس، سياسياً ومالياً وإعلامياً، حيث قامت بتأسيس شبكة قوية من الصحف والقنوات والإذاعات والمواقع الإلكترونية للعمل على شيطنة حركة النهضة التونسية، وأسهمت في إزاحتهم من السلطة، وفي السودان ساعدت في استغلال العسكريين في السودان للثورة السودانية، فنفذوا انقلاباً مزدوجاً على الثورة، وعلى نظام الرئيس عمر البشير المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في السودان، ودعمت كل ما من شأنه إعاقة التوافق السوداني، وإبقاء الوضع الانتقالي، واستمرار حالة عدم الاستقرار، وفي النهاية ساهمت في إشعال حرب بين شِقَّي المكوِّن العسكري للسلطة، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقدمت كل الدعم لقوات الدعم السريع للانقضاض على السلطة.([29])
وفي ضوء المواقف الإماراتية من قضية ثورات الربيع العربي، وتنامي دور "الإسلام السياسي" في الدول العربية الإفريقية خاصة، يمكن القول بأن هذه المواقف، وإنْ كانت نجحت في تحقيق الأهداف الإماراتية السياسية، إلا أنها أضرت كثيراً بالمصالح الإماراتية على المدى الطويل من خلال ترسيخ الصورة الذهنية السلبية التي تشكلت لدى الشعوب والنُّخَب السياسية.
خاتمة:
في الختام، يمكن القول بأن طموحاً متنامياً بعيد المدى يُحرِّك نشاط الخارجية الإماراتية في إفريقيا، وأن هذا الطموح جعلها تستخدم كافة الوسائل والأدوات المتاحة لديها لتحقيق مصالحها وأهدافها، وأن ذلك النشاط المكثف، وتلك المساعي الحثيثة نجحت في زيادة نطاق النفوذ الإماراتي في القارة وتوسيعه وترسيخه.
بَيْد أن المواقف والمقاربات الإماراتية في التعاطي مع قضايا شركائها الأفارقة، وإنْ كانت قد أسهمت بدرجة كبيرة في المرحلة السابقة في تنمية هذا النفوذ الإماراتي، إلا أن هناك مؤشرات قوية تنبئ بأن استمرار ذات المواقف والمقاربات، وبخاصة في بعض القضايا المصيرية والحيوية بالنسبة للشركاء (كقضية سد النهضة بالنسبة لمصر)، يضر بالصورة الذهنية التي تترسخ بشكل سلبي تدريجياً، وعلى المدى الطويل لدى الشعوب والحُكّام والنُّخَب السياسية عموماً، وهو ما قد يجعل بعض الدول تُحجم عن الدخول مع الإمارات في علاقات تعاونية نوعية، أو التوسع في علاقات نوعية قائمة بالفع
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)
الهوامش:
([1]) محمد سيف راشد الجابري، علاقات دول مجلس التعاون الخليجي بإفريقيا منذ عام 2011، رسالة دكتوراه غير منشورة (القاهرة: كلية الدراسات الإفريقية العليا، جامعة القاهرة، 2022) ص ص 65-75.
([2]) "محمد بن زايد والهَوَس بالقضاء على الإسلام السياسي"، موقع الإمارات ليكس، تاريخ النشر 27 نيسان/ إبريل 2020، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة 1:05م، على الرابط:
([3]) صلاح الغول، "الإمارات في الصومال وإفريقيا.. لأمن مضيق باب المندب ومكافحة القرصنة في بحر العرب وخليج عدن"، صحيفة الأيام، تاريخ النشر 12 كانون الأول/ ديسمبر 2022، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة 1:10 م، على الرابط:
([4]) محمد سيف راشد الجابري، مرجع سبق ذكره، ص ص 104-108.
([5]) المرجع السابق، ص ص 109-110.
(*) يعترف الاتحاد الإفريقي رسمياً بالجمهورية العربية الصحراوية، على الرغم من عدم الاعتراف دولياً بانفصالها عن المغرب.
([6]) الإحصائيات من إعداد الباحث استناداً للبيانات دائمة التحديث على موقع التمثيل الدبلوماسي Embassy Pages، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني / نوفمبر 2023 الساعة 1:15 م، على الرابط:
([7]) موقع الهيئة المصرية العامة للاستعلامات، "الرئيس السيسي يلتقي رئيس دولة الإمارات في العلمين الجديدة"، تاريخ النشر 5 آب/ أغسطس 2023، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 الساعة 1:20 م، على الرابط:
- موقع العين الإخباري، "زيارة محمد بن زايد لإثيوبيا.. أديس أبابا تتزين بأعلام الإمارات"، تاريخ النشر 18 آب/ أغسطس 2023، تحققت آخر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة 1:25 م، على الرابط:
([8]) عيدو ليفي، "زيادة الانخراط العسكري الإماراتي في الصومال قد تساعد في كبح حركة "الشباب"، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تاريخ النشر 27 حزيران/ يونيو 2023، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة 1:30 م، على الرابط:
_ موقع قناة TRT عربي، "الحرب في تيغراي.. هل ساهمت فيها المسيّرات الإماراتية؟"، تاريخ النشر 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة 1:35 م، على الرابط:
([9]) إليونورا أرديماغني، "الإمارات: تعزيز السياسة الخارجية بالتركيز على التدريبات العسكرية"، على موقع صدي تحليلات عن الشرق الأوسط، مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، تاريخ النشر 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 الساعة: 1:40 م، على الرابط:
([10]) الإحصاءات من إعداد الباحث استخلاصاً من مركز البيانات على موقع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة 1:45 م، على الرابط:
([11] Nosmot Gbadamosi, The UAE Faces Pushback on African Investments, Foreign Policy, link
([12]) أدريان سيرنيغوي، "دور رواد الأعمال في تطوير العلاقات الاقتصادية بين إفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي في عصر الاقتصاد الرقمي" (لندن: مجموعة الإيكونومست، وحدة معلومات، تقرير 2017) ص ص 5-6.
- موقع البيان، "59,4 مليار دولار استثمارات الإمارات في إفريقيا خلال 10 سنوات"، تاريخ النشر 6 آب/ أغسطس 2023، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة: 1:50 م، على الرابط:
([13]) محمد عاشور مهدي، العلاقات "الخليجية-الإفريقية": الواقع وآفاق المستقبل (أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، ط 2، 2012) ص ص 60-63.
- موقع البيان، "المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال ينطلق اليوم بــمشاركة استثنائية"، تاريخ النشر 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة: 1:55 م، على الرابط:
- موقع وكالة الأنباء السعودية "وام"، "انطلاق أعمال المنتدى الأول لصناع القرار الخليجي الإفريقي بمراكش، تاريخ النشر 22 شباط/ فبراير 2018، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة: 2:00 م، على الرابط:
([14]) د. أيمن الدسوقي، "المساعدات الخارجية والبُعد الإنساني في سياسة الإمارات الخارجية"، في مجلة درع الوطن (أبو ظبي: القيادة العامة للقوات المسلحة، أغسطس 2015)، ص ص 3-4.
([15]) أحمد مراد، "الإمارات.. حضور إنساني فاعل في إفريقيا"، على موقع الاتحاد للأخبار، تاريخ النشر 25 أيلول/ سبتمبر 2023، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة 2:05 م، على الرابط:
([16]) د. سعيد ندا، "التوغل الإماراتي في القارة الإفريقية عبر بوابة إثيوبيا"، تقدير موقف منشور علي موقع مركز القرن الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات، تاريخ النشر 20 أيلول/ سبتمبر، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر2023 الساعة: 2:10 م، على الرابط:
([17]) المرجع السابق.
([18]) موقع الإمارات ليكس، "الإمارات أداة واشنطن وقناة التمويل للصلح بين إثيوبيا وإريتريا"، تاريخ النشر 8 أغسطس/آب 2018، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة: 2:15 م، على الرابط:
([19]) معاوية فارح، " زيارة شيخ محمود إلى الإمارات.. الصومال يعلن 6 مكاسب"، على موقع العين الإخبارية، تاريخ النشر 23 حزيران/ يونيو 2022، تحققت آخر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة 2:20 م، على الرابط:
([20]) موقع الإمارات ليكس، "مؤامرات الإمارات.. موانئ دبي توسع حضورها في أرض الصومال"، تاريخ النشر 7 كانون الأول/ ديسمبر 2022، تحققت آخر زيارة بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 الساعة: 2:25 م، على الرابط:
([21]) نورهان علي محمد متولي، "آليات تحوُّل التواجد الإماراتي في منطقة القرن الإفريقي"، دراسة منشورة علي موقع المركز الديمقراطي العربي، تاريخ النشر 5 يوليو/ تموز 2023، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة 2:30 م، على الرابط:
(([22] "سيطرة الإمارات على موانئ القرن الإفريقي... طموح اقتصادي أم مشروع سياسي؟"، تاريخ النشر 6 سبتمبر/ أيلول 2017، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 ، الساعة 1:00 م، على الرابط:
([23]) الإحصاءات من إعداد الباحث استخلاصاً من مركز البيانات على موقع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة: 2:35 م، على الرابط:
([24]) موقع العربية، "بالأرقام.. كيف تطورت الاستثمارات الإماراتية في مصر؟"، تاريخ النشر 18نيسان/ إبريل 2023، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر2023 الساعة: 2:40 م، على الرابط:
- موقع سكاي نيوز عربية، "2.9 مليار دولار الاستثمارات الإماراتية بإثيوبيا بنهاية 2022"، تاريخ النشر 18 آب/ أغسطس 2023، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة: 2:45 م، على الرابط:
([25]) موقع عربي بوست، "بعد تلميح برلماني مصري لتورطها.. حقيقة الدور الإماراتي في تمويل سد النهضة"، تاريخ النشر 9 حزيران/ يونيو 2021، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة: 2:50 م، على الرابط:
([26]) آية ياسر، "قربان للمصالح الإماراتية... صمت مصري إزاء مساندة أبو ظبي لإثيوبيا في أزمة سدّ النهضة"، تاريخ النشر 4 آب/ أغسطس 2022، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة: 2:55 م، على الرابط:
([27]) موقع الإمارات ليكس، "محمد بن زايد والهوس بالقضاء على الإسلام السياسي"، تاريخ النشر 27 نيسان/ إبريل 2020، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة 3:00 م، على الرابط:
([28]) جمال نصار، "حتى لا ننسى.. عن دور الإمارات المستمر في دعم الثورات المضادة"، على موقع عربي بوست، تاريخ النشر نيسان / إبريل 2019، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة 3:05 م، على الرابط:
([29]) المرجع السابق نفسه.
- موقع الخنادق، "كل ما تحتاج معرفته عن الدور الإماراتي في السودان"، تاريخ النشر 17 أيار / مايو 2023، تحققت آخِر زيارة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 الساعة 3:10 م، على الرابط: